عندما
تصلي ولا تشعر بحلاوة الإيمان ، فهناك مشكلة ومصيبة  
وعندما
تصوم ولا يستشعر القلب حلاوة الإيمان فهناك مشكلة ومصيبة . 
المشكلة
أن الصلاة بقيت حركات رياضية ولم تؤد غايتها ، وأن الصيام نوع من الريجيم ولم يؤدِ
مراده ، والمصيبة أنك سوف تترك الصلاة في أقرب فرصة ، وسوف تخرج من رمضان خروج
الثعلب من كرم العنب . 
تماما
كما يحدث عندما تفتح بطيخة فلا تجد فيها حلاوة ، فتتركها علفا للحمار . 
فكيف
يتصل المسلم على حلاوة الإيمان ؟ 
الرسول
ـ صلى الله عليه وسلم ـ طبيب القلوب عنده الوصفة والعلاج . 
عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ  صلى الله عليه وسلم ـ : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ
فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ ، عَزَّ
وَجَلَّ ، وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يَكْرَهَ
الْعَبْدُ أَنْ يَرْجِعَ عَنِ الإِسْلاَمِ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي
النَّارِ ، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدُ الْعَبْدَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ،
عَزَّ وَجَلَّ. أخرجه أحمد . 
هذه
الحلاوة القلبية التي هي غاية المراد ففيها منتهى السكينة النفسية والسعادة
القلبية ، لا يعرفها إلا من ذاقها ، ومن ذاق عرف . 
ذاقها
إبراهيم بن أدهم   فقال عنها  : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من
سعادة لجالدونا عليها بالسيوف  . 
وذاقها
ابن القيم الجوزية وعرف قيمتها : "إن في
الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"
وذاقها
الإمام ابن تيمية عندما تحدى بها أعداءه فقال :  ( ما يفعل بي أعدائي ؟  إن سجني خلوة مع الله ونفيي سياحة في بلاد الله
، وقتلي شهادةفي سبيل الله  ) 
ولله
در الشاعر الذي قال في وصف هذه الحلاوة : 
فليتك
تحلوا والحياة مريرة * * * وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر * * * وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هين * * * وكل الذي فوق التراب ترابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر * * * وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هين * * * وكل الذي فوق التراب ترابُ
 
