أمر الله سبحانه وتعالى عباده بدعائه ، وحذره من تركه لأنه مظهر من مظاهر الكبر، ولا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر:60]
والدعاء كما يعلمنا الرسول مخ العبادة ، ولكن كيف ندعو ؟؟
جاء في حديث فضالة بن عبيد أن رسول الله سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله تعالى ولم يصل على النبي فقال رسول الله : عجل هذا، ثم دعاه فقال له أو لغيره : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء" رواه الإمام احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح
وفي حديث أنس: أنه كان جالسا مع النبي، ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إنى أسالك بأن لك الحمد لا اله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله
باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"
وقد بين العلماء أن الدعاء قد يأتي على صورتين ، دعاء ثناء ودعاء طلب :
داء الثناء مثلدعاء ذى النون علية السلام : ونادى في الظلمات لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))
وهو ما يتعارف عليه بالذكر، ولهذا جاء في الحديث أفضل الدعاء" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"
أما دعاء الطلب أو المسألة هو ما فيه سؤال مباشر :
((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ 89 فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ 90)). <<الأنبياء :89,90>>
فخير الدعاء هو الدعاء الذي يبدأ بالثناء على الله سبحانه وتعالى ، بتسبيحه وتحميده وتكبيره، والثناء على الرسول بالصلاة عليه، ثم تقديم السؤال.
وإذا طلب تم ما هو خير من ذلك فهو قراءة القرآن ، ففيه تسبيح وتحميد وخير الدعاء دعاء الرسل وألأنبياء والصالحين، ومن هنا نفهم حديث الرسول وقد روى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" رواه الترمذي وقال حديث حسن .
فيما يرويه أبو سعيد الخدري أن الرسول قال: من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه .