السبت، 30 أغسطس 2014

فصة عن نعمة البيان عند الإنسان

عالم لعة يفشل محاولة نصب بقيمة عشرة ملايين دولار ... في عام 2003 قرر متحف إسرائيل شراء مخطوط أثري اسمه " حجر الملك سايمان " بمبلغ عشرة ملايين دولار ، لأنه أول دليل مادي وعلمي يثبت وجود هيكل سليمان في القدس ، وقرر المتحف دفع هذا المبلغ الضخم بعد أن أثبت فحص تأريخ الكربون أن الحجر أصلي وحقيقي ، ولكن المتحف قبل الشراء عرض الحجر على الخبير اللغوي " فيكتور هاردوس " أحد علماء اللغة العبرية القديمة ، وكانت المفاجأة أنه أعلن أن الحجر مزيف .. كيف ؟الكتابة تتحدث عن إعمار الملك " جيواش " للهيكل بعد قرن من موت سليمان ـ عليه السلام ـ وجاء في الكتابة على الحجر أنا الملك جيواش الذي " إيديك هبيت " أي عمر البيت ، ولكن هذه اللفظة تعني عمر البيت في اللغة العبرية الحديثة ، أما في العبرية القديمة فتعني " خرب البيت " ومن المستحيل أن يفتخر ملك بتخريب بيت الله ويدعي أنه جمع المال لأجل ذلك . ومثل ذلك في اللغة العربية كلمة شاطر التي تعني قديما اللص ، وتغيرت دلالتها اليوم فصارت تعني المجتهد .وفعلا أعيد فحص الحجر فتبين أنه مزيف يحرفية عالية من قبل تاجر آثار يدعى " عوديد غولدمان " وبالتحري أكتشف أن لدى عوديد مختبر لتزييف الآثار القديمة .إنها معجزة اللغة النعمة التي أنعمها الله على البشر دون غيرهم من المخلوقات ، يقول الله تبارك وتعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1-4]، هذه الآيات تعلمنا كيف منّ الله على الإنسان بنعمة "البيان" فلم يقل "علمه الكلام" لأن تعلم الإنسان للغة أو الكلام ليس كافياً إنما يجب عليه ربط الكلمات ببعضها واسترجاعها عند الضرورة.

ليست هناك تعليقات: