الأحد، 25 سبتمبر 2011

على حبه ..

على حُبِّــهِ ...!!  
في أسباب نزول  قوله تعالى في سورة الإنسان  :
[ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا {7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا { 8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا { 9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا {10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا {11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ]  الإنسان
 روى الواحدي ، قال : قال عطاء عن ابن عباس : وذلك أن الحسن والحسين ولدي علي مرضا، فعادهما جدهما  ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  ، في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة ، وجارية لهما تسمى فضّة إن برآ مما بهما ، أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا ، وما عندهما شيء فأجرّ علي بن أبي طالب نفسه يسقي نخلا بشـيء من شعير ليلة ، حتى أصبح ، وقبض الشعير ، وطحن ثلثه ، فجعلوا منه شيئا ليأكلوا يقال له : ( الخزيرة ) ، فلما تم إنضاجه ، أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه ، وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيهم هذه الآية .
عن عبيد بن عمير عن عمرو بن عبسة أن رجلاً قال للنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
ـ ما الإسلام ؟ قال: إطعام الطعام ولين الكلام " قال : فما الإيمان ؟ قال: " السماحة والصبر " قال : فأي الإسلام أفضل ؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده " قال: يا رسول الله أي المؤمنين أكمل إيماناً ؟ قال " أحسنهم خلقاً " قال : يا رسول الله أي القتل أشرف ؟ قال : " من أريق دمه وعقر جواده" قال : فأي الجهاد أفضل ؟ قال " الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله " قال : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل " قال : فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت" قال : فأي الهجرة أفضل ؟ قال " من يهجر السوء )
فكانت هذه الآيات في بيت علي وآله رضي الله عنهم، وفي بيوت كل المسلمين الذين يقدمون لوجه الله تعالى، ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا، لأن شرط العمل لله أن يكون بلا شرط من المعطي .
وهذا ما كان في قصة إبراهيم عليه السلام مع الضيف المجوسي .
كان من عاده سيدنا إبراهيم ـ  عليه السلام ـ أنه لا يأكل طعاما إلا أن يشاركه ضيف في طعامه، وكان لديه عبدان في كل حال ، يقول لهما من أتاني بضيف في هذه الساعة فهو حرّ لوجه الله ، وذات يوم انتظر عابر طريق فلم يجد ، فأرسل العبدين ، فجاء أحدهما برجل كبير السن ،
فلما وضع الطعام، مدّ الضيف يده إلى قصعة الطعام دون أن يذكر اسم الله، فقال له سيدنا إبراهيم: ما بالك لم تسمِّ بالله قبل الطعام ؟
فقال الرجل : أنا مجوسي ولا أعرف بسم الله . فقال له : اذهب فليس لك طعام عندي .
هنا تدخل رب السماء ، وجاء جبريل معاتبا لخليل الرحمن على لسان العلي القدير : يا إبراهيم ، هذا الرجل سبعون عاما يعصيني ويكفر بي،  وأنا أرزقه، أما أنت من اجل لقمة واحدة ترده .
فرد خليل الله الضيف ، وأحسن وفادته ، وقال له يا هذا لقد عاتبني ربي فيك ، دونك الطعام خذ منه ما شئت .

ليست هناك تعليقات: