المؤذِّن بأنفاســـه..!!
يقول الحق جلَّ شأنه :
[ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ۞ رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ۞ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ] { النور : 37 }
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ ، " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَيْنَ جِيرَانِي ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : رَبَّنَا ، وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ ؟ فَيَقُولُ : أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ ؟ " .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول, ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا...)
جاء في كتاب ( في بطن الحوت ) لمؤلفه الشيخ محمد العُريفي القصة التالية :
أخبرني أحد الأطباء أنه دخل في غرفة الإنعاش على مريض ، فإذا شيخ كبير على سرير أبيض وجهه يتلألأ نورا ، قال صاحبي : أخذت أقلب ملفَّه ، فإذا هو قد أجريت له عملية في القلب ، أصابه نزيف خلالها ، مما أدى إلى توقف الدم عن بعض مناطق الدماغ ، فأصيب بغيبوبة تامة، ووصلت به أجهزة الإنعاش ، و وضع على فمه جهاز للتنفس الصناعي، يدفع إلى رئتيه تسعة أنفاس في الدقيقة .
كان بجانبه أحد أولاده ، سألته عنه ، فأخبرني أن أباه مؤذن في أحد المساجد منذ سنين. أخذت أنظرإليه، حرَّكت يده ، حركت عينيه ، كلمته ، لا يدري عن شيء أبدا، ولا يستجيب لأي فعل .
كانت حالته خطيرة، اقترب ولده من أذنه وصار يكلمه ، وهو لا يعقل شيئا ، فبدأ الولد يقول : يا أبي... أمي بخير .. وأخواني بخير .... وخالي رجع من السفر .. واستمر الولد يتكلم . والأمر على ما هو عليه ، الشيخ لا يتحرك ، والجهاز يدفع تسعة أنفاس في الدقيقة !!
وفجأة قال الولد : والمسجد مشتاق إليك، ولا أحد يؤذن فيه إلا فلان ، ويخطئ في الأذان، ومكانك في المسجد فارغ . فلما ذكر المسجد والأذان ، اضطرب صدر الشيخ ، وبدأ يتنفس فنظرت إلى الجهاز فإذا هو يشير إلى ثمانية عشر نفسا في الدقيقة ، والولد لا يدري ، ثم قال الولد : وابن عمي تزوج .. وأخي تخرج .... فهدأ الشيخ مرة أخرى ، وعادت الأنفاس تسعة يدفعها الجهاز الآلي ، فلما رأيت ذلك أقبلت إليه حتى وقفت عند رأسه ، حركت يده ، عينيه ، هززته ، لاشيء كل شيء ساكن ، لا يتجاوب معي أبدا . قربت فمي من أذنه ثم قلت : الله أكبر.... حي على الصلاة ... حي على الفلاح ، وأنا أسترق النظر إلى جهاز التنفس ، فإذا به يشير إلى ثمانية عشر نفس في الدقيقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق