عندما برَّأ البابا اليهود المعاصرين من ذنب اضطهاد وتعذيب المسيح عليه السلام، كانت حجته بأن يهود اليوم الذين يُضطهدون في العالم ليسوا مثل يهود الماضي، الذين قتلوا الأنبياء، ونقضوا عهد الله واعتدوا في السبت، فهل اليهود هم اليهود أم تغيروا ؟
من صفات اليهود المذكورة في القرآن الكريم التحايل على الشرع؛ من أجل تحقيق مصالحهم، وضرب الله لنا مثلا على ذلك في قصة أهل القرية حاضرة البحر.
تتلخص هذه القصة في أن قوما من بني إسرائيل اخذ الله تعالى عليهم عهداً بأن يتفرغوا لعبادته في يوم السبت، وحرّم عليهم الاصطياد فيه دون سائر الأيام، واختباراً منه سبحانه لإيمانهم ولوفائهم بعهودهم أرسل إليهم الحيتان في يوم السبت دون غيره، فكانت تتراءى لهم على الساحل في ذلك اليوم قريبة المأخذ، سهلة الاصطياد، وهنا سال لعاب شهواتهم ومطامعهم، وفكروا في حيلة لاصطياد هذه الحيتان في يوم السبت، فقالوا: لا مانع من أن نحفر إلى جانب ذلك البحر ،الذي يزخر بالأسماك في يوم السبت، أحواضا تنساب إليها المياه ومعها الأسماك، ثم نترك هذه الأسماك محبوسة في الأحواض في يوم السبت، لأنها لا تستطيع الرجوع إلى البحر لضآلة الماء الذي في الأحواض، ثم نصطادها بعد ذلك في غير يوم السبت، وبذلك نجمع بين احترام ما عهد إلينا في يوم السبت، وبين ما تشتهيه أنفسنا من الحصول على تلك الأسماك.
وقد نصحهم الناصحون بأن عملهم هذا احتيال على محارم الله، وأن حبس الحيتان في الأحواض هو صيد لها، وهو فسوق عن أمر الله ونقض لعهوده، ولكنهم لجهلهم واستيلاء المطامع على نفوسهم لم يعبأوا بنصح الناصحين، بل نفذوا حيلتهم الشيطانية، فغضب الله عليهم ومسخهم قردة، وجعلهم عبرة لمن يعتبر ممن عاصرهم ولمن أتى بعدهم وموعظة للمتقين.
وفي عصرنا ما يشبه تلك القصة :
في كل سبع سنوات يحتفل اليهود بعام يسمى عام (الشميتا )، واحتفل به اليهود في العام (2007) مع بداية السنة اليهودية الذي صادف مع شهر رمضان المبارك، وفيه يجب ترك الأراضي المملوكة لليهود غير مزروعة لكي ترتاح، ويتفرغون لعبادة ربهم كما جاء في التوراة : (وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ قَائِلا:كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهمْ: مَتَى أَتَيْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ تَسْبِتُ الأَرْضُ سَبْتًا لِلرَّبِّ. سِتَّ سِنِينَ تَزْرَعُ حَقْلَكَ، وَسِتَّ سِنِينَ تَقْضِبُ كَرْمَكَ وَتَجْمَعُ غَلَّتَهُمَا. وَأَمَّا السَّنَةُ السَّابِعَةُ فَفِيهَا يَكُونُ لِلأَرْضِ سَبْتُ عُطْلَةٍ، سَبْتًا لِلرَّبِّ ).
ويقوم الحاخامات المتشددون بتحريم أكل الخضار والفواكه المحلية، ويعتمدون على المستورد منها، فلا يزرعونها ولا يقطفون من ثمارها إلا ما يسدُّ جوع العائلة بشرط أن لا يباع منها شيئا في الأسواق،ويتركون الثمار تسقط وتتعفن،تبعا لتزوريهم على الله تعالى: أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام واستراح في اليوم السابع،ويقوم اليهود بالاحتيال على هذه الشعيرة التوراتية من خلال طرق وحيل عجيبة: منهم من يبيعون أراضيهم لمدة عام للحاخامات الذين يقومون بدورهم ببيعها شكليا لغير اليهود بشيكل واحد، مقابل أن يحافظ المالك الصوري الجديد على زراعة الأرض كما خطط صاحبها اليهودي. ومنهم من يعمد إلى زراعة تسمى زراعة المدرَّجات، بحيث يضع المزروعات في أماكن مرتفعة عن الأرض، ومنهم من يغطي مزروعاته بأغطية تفصلها عن الأرض تحايلا على النص التوراتي .
فهل يهود التاريخ القديم هم يهود العصر الحاضر ؟!