الجمعة، 11 سبتمبر 2015

الفتاة القمة لصاحب الهمة

لم يتزوج نجم الدين أيوب (أمير تكريت) لفترة طويلة فسأله أخوه أسد الدين شيرا كوه : يا أخي لم لا تتزوج؟  فقال له نجم الدين: لا أجد من تصلح لي.
فقال له أسد الدين : ألا أخطب لك؟
قال : من؟
قال: ابنة ملك شاه بنت السلطان محمد بن ملك شاه السلطان السلجوقي أو ابنة وزير الملك.
فيقول له نجم الدين: إنهم لا يصلحون لي. فيتعجب منه
فيقول له : ومن يصلح لك؟
فيرد عليه نجم الدين: إنما أريد زوجة صالحة تأخذ بيدي إلى الجنة، وأنجب منها ولدا تحسن تربيته حتى يشب، ويكون فارسًا ويعيد للمسلمين بيت المقدس.
فقال له: ومن أين لك بهذه؟
فرد عليه نجم الدين : من أخلص لله النية رزقه الله.
وفي يوم من الأيام كان نجم الدين يجلس إلي شيخ من الشيوخ في مسجد تكريت يتحدث معه،
فجاءت فتاه تنادي على الشيخ من وراء الستار، فاستأذن الشيخ من نجم الدين ليكلم الفتاة، فيسمع نجم الدين الشيخ وهو يقول لها:
لماذا رددت الفتى الذي أرسلته إلى بيتكم ليخطبك؟
فقالت له الفتاة: أيها الشيخ، ونعم الفتى هو من الجمال والمكانة، ولكنه لا يصلح لي.
فقال لها الشيخ : وماذا تريدين؟
فقالت له : سيدي الشيخ ، أريد فتىً يأخذ بيدي إلى الجنة، وأنجب منه ولدًا يصبح فارسًا يعيد للمسلمين بيت المقدس.
نفس الكلمات التي قالها نجم الدين لأخيه.
كلاهما يريد من يأخذ بيديه إلي الجنة وينجبان فارسا يعيد للمسلمين بيت المقدس، فقام نجم الدين ونادي علي الشيخ:  أيها الشيخ أريد أن أتزوج من هذه الفتاة.
فقال له الشيخ: إنها من فقراء الحي.
فقال نجم الدين : هذه من أريدها
تزوج نجم الدين أيوب من هذه الفتاة ست الملك خاتون، ، فأنجب لنجم الدين ولدًا أصبح فارسًا أعاد للمسلمين بيت المقدس ألا وهو صلاح الدين الأيوبي. وحقا من أخلص النية رزقه الله على نيته.

الاثنين، 26 يناير 2015

ثلاث وصفات قرآنية لعلاج تحجر القلوب


يعرف الناس ظاهرة التكلس ، ويلاحظونها في حنفيات المياه وفي أباريق الشاي ، وفي الأسنان أو على أقطاب بطارية السيارة وفي غيرها ، وهناك وسائل كثيرة للتخلص منها ، ما لا يفطن له الناس هو تكلس القلوب حتى تصير كالحجارة ، وفي سورة البقرة :

(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )

تتضمن هذه الآية وصف للقلوب المتكلسة أو المتحجرة ، وتذكر ثلاث وسائل لعلاجها هي :

1 ـ (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ )

وذلك بأن يقوم المسلم بعمل فذ كبير ، فتنفجر إثره أنوار القلب ، مثل تصدق أبي بكر بجميع ماله ، أو تحدي عمر لكفار مكة بالهجرة علنا ، أو اتمام القرآن في ركعة واحدة كما فعل عثمان في جوف الكعبة ....

2 ـ (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ

وهو الالتزام بعمل صالح بسيط  ولكن دائم مثل أن تتصدق بدرهم طل يوم ، أو يلتزم المسلم بأي باب من أبواب الطاعات لا يكسل عنها ، فهذا العمل القليل يفتت كلس القلب بفعل الديمومة كالحبل الذي يفتت صخر البئر .

3 ـ  (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )

وذلك بأن يعرّض المسلم نفسه لخوف مزعج من ذلك النوع الذي يسقط معه القلب خوفا مثل حضور نزاع شخص أو تغسيل ميت أو أن يشتري كفنه ويجعله في خزانته .


اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ..