‏إظهار الرسائل ذات التسميات التوكل على الله. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التوكل على الله. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 23 يوليو 2012

.محنة واختبار . !!

 مما ذكره  عائض القرني في كتاب لا تحزن :
أخبرني أحدُ أعيانِ مدينةِ الرياضِ أنه في عام 1376 هـ ، ذهب مجموعةٌ من البحارةِ من أهلِ الجبيلِ إلى البحرِ ، يريدون اصطياد السمكِ ، ومكثوا ثلاثة أيام بلياليهنَّ لم يحصلُوا على سمكةٍ واحدةٍ ، وكانوا يصلون الصلواتِ الخمس ، وبجانبهم مجموعةٌ أخرى لا تسجدُ للهِ سجدةً ، ولا تصلّي صلاةً ، وإذا هم يصيدون ، ويحصلون على طلبِهم من هذا البحرِ ، فقال بعضُ هؤلاءِ المجموعةِ : سبحان اللهِ ! نحن نصلي للهِ عزَّ وجلَّ صلاةٍ ، وما حصلْنا على شيءٍ من الصيدِ ، وهؤلاء لا يسجدون للهِ سجدةً وها هو صيدُهم !! فوسوس لهم الشيطانُ بتركِ الصلاةِ ، فتركُوا صلاة الفجرِ ، ثم صلاة الظهرِ ، ثم صلاة العصرِ ، وبعد صلاةِ العصـرِ أتوْا إلى البحرِ فصادُوا سمكةً ، فأخرجُوها وبقرُوا بطنها ، فوجدُا فيها لؤلؤةً ثمينةً ، فأخذها أحدُهم بيدِه ، وقلَّبها ونظر إليها ، وقال : سبحان اللهِ ! لما أطْعنا الله ما حصلنا عليها ، ولما عصيناه حصلْنا عليها !! إن هذا الرزق فيه نظرٌ . ثم أخذ اللؤلؤة ورمى بها في البحرِ ، وقال : يعوضُنا اللهُ ، واللهِ لا آخذُها وقد حصلتْ لنا بعد أن تركْنا الصلاة ، هيا ارتحلُوا بنا من هذا المكان الذي عصينا الله فيه ، فارتحلُوا ما يقاربُ ثلاثة أميالٍ ، ونزلُوا هناك في خيمتِهم ، ثم اقتربُوا من البحرِ ثانية ، فصادُوا سمكة الكنعد ، فبقروا بطنها فوجدوا اللؤلؤة في بطنِ  تلك السمكةِ ، وقالوا : الحمدُ للهِ الذي رزقنا رزقاً طيباً . بعد أنْ بدؤوا يصلُّون ويذكرون الله ويستغفرونه ، فأخذوا اللؤلؤة .
فانظرْ كيف كان منْ ذي قبل ، في وقت معصيةٍ ، وكان رزقاً خبيثاً ، وانظر كيف أصبح الآن في وقتِ طاعةٍ ، وأصبح رزقاً طيباً . قال تعالى :
} وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إلى اللّهِ رَاغِبُونَ { { التوبة : 59 }
إنه لطفٌ اللهِ ، ومن ترك شيئاً للهِ عوَّضه اللهُ خيراً منه .

سميع قريب مجيب .. !!

   

يقول الشيخ خالد   الوهيبي: هذه قصة فيها عبرة وقد حصلت لي شخصيا ، ولم ينقلها لي أحد: في يوم الأربعاء 22/4/1423هـ في صلاة الظهر في الحرم المكي، وتحت حجرة المؤذنين أشار إليّ أحد الإخوة بعد إقامة الصلاة إلى سد الفرجة بجانبه، فتقدمت، وبعد الفراغ من الصلاة تأخرت إلى الخلف قليلا لأتربع وآخذ راحتي في التسبيح، فنظرت إلى الرجل وإذا هو رث الهيئة كأنه من فقراء الحرم، وإذا عليه مظهر السكون والخشوع ، وقد وضع يديه على فخذيه ويدعو ربه على استحياء، فأدخلت يدي إلى جيبي إلى دراهم مربوطة من فئة ريال وخمسة ريالات وعشرة ، فأخرجت خمسة ريالات ، فقبضتها في يدي واقتربت منه، ثم مددت يدي للسلام عليه وهي بيدي، فسلم علي وأحس بالمال في يدي فنزع يده من يدي وقال: شكرا، جزاك الله خيرا، ولم يعرف كم المبلغ؟؟ فقلت: أما تقبلها؟؟
فلم يرد علي فأحسست أنه من الذين يتعففون ولم يقبلها، فرددتها في جيبي ، وتأخرت قليلا وأديت السُنّة، وإذا بالرجل يلتفت علي مرارا كأنه ينتظرني لأفرغ من صلاتي!!فلما فرغت جاء بجانبي وسلم علي.
وقال: كم أعطيتني؟؟قلت: أنا أعطيتك.. وأنت رددتها، وما عليك سواء كانت ريالا أو مئة!!فقال: أسألك بالله كم أعطيتني؟ قلت: لا تسألني بالله انتهى ما بيني وبينك!!قال: أنا سألت ربي خمسة ريالات، فكم أعطيتني؟قلت: والله الذي لا إله إلا هو إن الذي أعطيتك خمسة ريالات، فبكى الرجل. فقلت: هل تحتاج إلى أكثر؟؟ قال: لا!! ثم قال: سبحان الله، كنت أنت تضع الدراهم في يدي وأنا ما زلت أسأل ربي!!فقلت: لماذا إذًا رددتها؟؟قال: لم أكن أتوقع سرعة الاستجابة بهذه الصورة. فقلت له: سبحان الله!!
إن الله سميع قريب مجيب، ولن ينزل هو ليعطيك ما سألت، ولكنه سيسخر لك من عباده من يقضي لك حاجتك!!!فأعطيته الخمسة ريالات ورفض أن يأخذ غيرها.فسبحان الله العظيم: }  وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ { { البقرة : 186 }

الأحد، 15 يوليو 2012

إذا استعنتَ ... !!





في لقاء صحفي مع أحد رجال الأعمال المعروفين في الإمارات سألوه عن أغرب موقف مرّ به فقال : في إحدى الليالي شعرت بشيء من القلق ، فقررت أن أتمشى في الهواء الطلق، فبينما أنا أمشي في الحيّ مررتُ بمسجد مفتوح فقلت : لم لا أدخل لأصلي فيه ركعتين ؟ قال : فدخلت فإذا بالمسجد رجل بسيط قد استقبل القبلة ، ورفع يديه يدعو ربه ويلحّ عليه في الدعاء،  فعرفت من طريقته أنه مكروب ،   فانتظرتُ حتى فرغ الرجل من دعائه فقلت له : رأيتك تدعو وتلحّ في الدعاء كأنك مكروب ، فما خبرك ؟
قال : عليّ دين أرّقني وأقلقني ، فقلت : كم هو ؟ قال : أربعة آلاف ، قال فأخرجت أربعة آلاف وأعطيتها إياه ففرح بها وشكرني ودعا لي ، ثم أخذت بطاقة فيها رقم هاتفي وعنوان مكتبي وقلت له : خذ هذه البطاقة وإذا كان لك حاجة فلا تتردد في زيارتي أو الاتصال بي وظننت أنه سيفرح بهذا العرض ، لكني فوجئت بجوابه.
قال : لا يا أخي، جزاك الله خيراً ، لا أحتاج إلى هذه البطاقة ، كلما احتجت حاجة سأصلي لله وأرفع يدي إليه ، وأطلب منه حاجتي وسييسر الله قضاءها كما يسّرها هذه المرة....
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  يَوْمًا فَقَالَ:
((يَا غُلَامُ،  إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ،  احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَـيْءٍ،  لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)) أخرجه الترمذي في سننه.

الاثنين، 9 يوليو 2012

اللص الذي صار شهيدا ..!!



 

كان مالك بن الرَّيب لصاً في عصابة من شرار اللصوص ،  عاش عمره كله يتغنى بالنهب والسلب ، يقطع الطرق، ويسلب القوافل، ولما ولَّى معاويةُ بن أبي سفيان، سعيدَ بن عثمان بن عفان إمارة خراسان، سار فيمن معه فأخذ طريق فارس، فلقي بها مالك بن الريب ،وكان مالك فيما ذُكر، من أكثر العرب جمالاً، وأفصحهم بياناً ، فلما رآه سعيد أعجبه، وقال له مؤنباً:
- ويحك يا مالك! ما الذي يدعوك إلى ما يبلغني عنك من العداء وقطع الطريق؟
قال: أصلح الله الأمير،  يدعوني إليه العجز عن المعالي، و مساواة  ذوي المروءات ، ومكافأة الإخوان  . فقال له سعيد: فإن أنا أغنيتك و استصحبتك، أتكفُّ عما كنت تفعل؟ فقال مالك: أي و الله ياأمير،  اكفُّ كفَّـًا لم يكفَّ أحدٌ أحسن منه . فاستصحبه الأمير و أجرى له خمسمائة درهم كل شهر ، فتبدل من لص فاتك، قاطع للطريق إلى فارس مجاهد في سبيل الله..
وكان معه في جهاده كأعظم ما يكون المجاهدون ، طُعن فسقط جريحا ، وغلبته جراحه ، وأحس بأن ساعته حانت  ، فقال قصيدة يرثى بها نفسه، وهي من أعظم قصائد رثاء النفس في الشعر العربي منها :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
ألم ترني بعت الضلالة
بالهدى
تذكرت من يبكي
عليّ فلم أجد

بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
وأصبحت في جيش ابن عفان غازياً
سوى السيف والرمح الرديني باكياً
فأنظر إلى الحكمة من قصه هذا الشاعر الشاب، كيف تحول من الفتك و البغيوالإفساد  إلى الجهاد في سبيل الله ، و انظر كيف حول مصيبة الموت إلى إبداع شعري ، حتى صارت قصيدته من عيون الشعر العربي ، وسار الركبان بقصته،  لقد أحسن مالك في اقتناص الفرصه حين عرض عليه سعيد استصحابه ، و أحسن في سيرته بعد أن حصل على هذه الفرصة،  و انظر لو أنه لم يستغل هذه الفرصه لبقي الشاعر اللص الفاتك قاطع الطريق إلى الأبد؟ و انظر إلى شدة بلائه فقد ودع اهله واستشهد قبل مرور عام على توبته ..
 وهكذا من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .

التوفيق الرباني ..




التوفيق الرباني يعني  أن يهيئ  الله عزَّ وجلَّ  لعبده أسباب ما يرضيه ، وما يوافق ما أراده من عبده، وهذا التوفيق أن يكون هوى الإنسان تبعاً لما طُلب منه شرعاً، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -  :
 " إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لا يُحِبُّ ، وَلا يُعْطِي الإِيمَانَ إِلا مَنْ أَحَبَّ " . حديث صحيح رواه الإمام أحمد.
و قد كان لقاء مع الوزير الإيطالي ( الفريدو المايوليز ) وزير في الشئون الدوليه للشـرق الأوسط للسلام،  حيث قال : زرت  وعمري 26  سنة صديقا لي في الرياض، تعرفت عليه خلال دراسة اللغة الانجليزية في لندن وعمري 17 عاما ، وهناك أخذت كتاب تعريف الإسلام بالإيطالية ، ودهشت حين قرأت فيه أن عيسى رسول الله،  فقلت في نفسي ، كيف يقول المسلمون أن عيسى رسول الله ، ونحن نقول عن رسولهم ما نقول  ؟!   
صديقي عبدالله قال لي: تعال معنا إلى المسجد كي ترانا كيف نصلي . بصراحة خفت لأن صورة الإسلام مشوشة عندي ، في الطريق دعوت وقلت: يا رب إذا كنت ربي أرني أنك ربي ، أنا   أفتح قلبي للإيمان ، أفتح قلبي لما تريد ، فقط أعطني علامة  ولو صغيرة لكي أسلم . في الطريق شعرت بسكينة لأول مرة ،  ذهبت إلى المسجد ، صليت صلاة المغرب معهم ، فعلت مثل ما فعلوا ، بعد الصلاة جلس المصلون يقولون سبحان الله ، الحمد لله ، لا إله إلا الله، وكان في المسجد رجل فلبيني ، فقال لي: أنا رجل من الفلبين جئت من مانيلا ، وقال لي أنا كنت من أهل الكتاب ، والآن أنا مسلم ، وأنا مسافر ، وهذه أول مرة أصلي هنا ، وقال يشـرفني التعرف عليك أنا اسمي الفريدو ، عندما نطق اسمه الذي يطابق اسمي ، قلت من الذي أتى بهذا الرجل ليصلي بجواري من بلاد بعيدة ، واسمه  مثل اسمى ، ودينه كان مثل ديني !! هذه علامة من الله ، فعدت إلى البيت وصليت ، وبكيت بكاء شديدا من شدة الفرح ، وقلت الله ربي ، وأبلغت صديقي برغبتي في الإسلام ، وأعلنت الشهادتين في مركز الدعوة في الرياض في اليوم التالي  .."

الخميس، 22 سبتمبر 2011

من أعظم الحسرات ...

أعظمُ الحسرات ...
يقول الله تعالى :
[ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ]  {( الحشر/9}
و الشُّح من أقبح الصفات، فهو مُنافٍ للإيمان، ولهذا قال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  : ( لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدًا ، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا ) . ( إسناده صحيح) .
والشُّح من المهلكات، قال ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: (.. وأما المهلكات: فشحٌ مطاع، وهوىً متبع، وإعجاب المرء بنفسه ) (ذكره الألباني في صحيح الجامع ) .
والشح سبب للفجور وقطيعة الرحم،   قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ( إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، أمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا ) .  (رواه أبو داود وأحمد )
والأمر الذي يثير العجب أن الشحيح يعيش الفقر وإن كان من أغنى الناس ، إذ يبخل حتى على نفسه ، وهو يجمع لغيره ، وهذا واقع مشاهد في حياة الناس ، ومما يروى في هذا  أن الحسن البصري ـ رحمه الله ـ دخل على عبد الله بن الأهتم يعوده في مرضه ، فرآه ينظر إلى صندوق في بيته ، ثم قال :
ـ  يا أبا سعيد ، ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق لم أؤد منها زكاةً ، ولم أصِلْ منها رحمـًا ؟
قال الحسن: ثكلتك أمك، ولم كَنْتَ تجمعها ؟
قال : لروعة الزمان ، وجَفوة السلطان ، ومكاثرة العشيرة .
 ثم مات ، فلما فرغوا من دفنه قال الحسن ـ  رحمه الله ـ   : انظروا إلى هذا المسكين ، أتاه شيطانه فحذّره روعة زمانه ، وجفوة سلطانه ، ومكاثرة عشيرته ، عما رزقه الله إياه وغمره فيه،  انظروا كيف خرج منها مسلوبـًا محرومـًا ، ثم التفت إلى الوارث فقال : أيها الوارث ، لا تُخدعنَّ كما خُدع صويحبك بالأمس ، أتاك هذا المال حلالاً، فلا يكونن عليك وبالاً ،أتاك عفوًا صفوًا ممن كان له جموعـًا منوعـًا ، من باطل جمعه ، ومن حق منعه، إن  يومَ القيامة يومٌ ذو حسرات، وإن من أعظم الحسرات غدًا أن ترى مالك في ميزان غيرك فيا لها عثرة، لا تُقال، وتوبة لا تُنال.
فيا لله كم كان فضله علينا بالقرآن عظيما، فهو طب القلوب، فيه كشف أصل الداء ووصف نافع الدواء ؟
فالمسلم يعطي ليساعد الناس ماديّا، ولكنه بذات الوقت يحرر نفسه من أمراض مهلكة مثل الشح، ويدخر أجره عند الله تعالى خير وأبقى .

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

رزق أم جعفر ..!

رزق أم جعفـر ..!!

يقول الله تعالى في كتابه العزيز  :
[قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ ]  { الزمر 38 }
وفي الحديث الشـريف عن زيد بن ثابت قال :  سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  يَقُولُ : (مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ . وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ ، جَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ  ) .  
 بلغ أم جعفر المنصور أن رجلين  أعميين من فقراء بغداد كانا يجلسان في طريق قصـر الخليفة ،  وكان لهما دعاءان  دأبا عليهما فكان أحدهما يقول: اللهم ارزقني من فضلك، وكان الآخر يقول: اللهم ارزقني من فضل أم جعفر. وكانت أم جعفر تعلم ذلك منهما وتسمع، فكانت ترسل لمن طلب فضل الله درهمين،  ولمن طلب فضلها دجاجة مشوية في جوفها عشرة دنانير.
وأقام على ذلك عشرة أيام متوالية، ثم أقبلت أم جعفر عليهما، وقالت لطالب فضلها:
 أما أغناك فضلنا ؟
 قال: وما هو؟  قالت : مائة دينار في عشرة أيام .
 قال: لا، بل دجاجة كنت أبيعها لصاحبي بدرهمين.
فقالت: هذا طلب من فضلنا فحرمه الله، وذاك طلب من فضل الله فأعطاه الله وأغناه.
كان الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله يقول :
 من اعتمد على غير الله ذلَّ ، ومن اعتمد على غير الله قلَّ، ومن اعتمد على غير الله ضلَّ، ومن اعتمد على غير الله ملَّ،  ومن اعتمد على الله فلا ذلّ ولا قلّ ولا ضلّ ولا ملّ.