‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصير الأشقياء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصير الأشقياء. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 26 يناير 2014

إذا امتلأ صاعك

إذا امتلأ صاعك

أخرج البيهقي في [الشعب] عن معاذ بن جبل قال: "كان في بني إسرائيل رجل عقيمٌ لا يولد له، وكان يخرج، فإذا رأى غلامًا - من غلمان بني إسرائيل - عليه حُلي، يخدعه حتى يدخله فيقتله! ويلقيه في مطمورةٍ له، فبينا هو كذلك إذ لقي غلامين أخوين، عليهما حلي لهما؛ فأدخلهما فقتلهما، وطرحهما في مطمورةٍ له، وكانت له امرأة مسلمة تنهاه عن ذلك، فتقول له: إني أحذرك النقمة من الله عز وجل! وكان يقول: لو أن الله أخذني على شيء؛ أخذني يوم فعلت كذا وكذا! فتقول: إن صاعك لم تمتلئ بعد، ولو قد امتلأ صاعك أُخِذت!

فلما قَتَل الغلامين الأخوين؛ خرج أبوهما فطلبهما فلم يجد أحدًا يخبره عنهما! فأتى نبيًا من أنبياء بني إسرائيل؛ فذكر ذلك له، فقال له النبي - عليه السلام: هل كانت لهما لعبة يلعبان بها؟ قال: نعم، كان لهما جرو؛ فأتي بالجرو فوضع النبي - عليه السلام - خاتمه بين عينيه، ثم خلى سبيله، فقال: أول دارٍ يدخلها من بني إسرائيل فيها ميتان؛ فأقبل الجرو يتخلل الدور حتى دخل دارًا؛ فدخلوا خلفه فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتله، وطرحهم في المطمورة! فانطلقوا به إلى النبي عليه السلام، فأمر به أن يُصلب، فلما رُفع على خشبته أتت امرأته فقالت: يا فلان! قد كنت أحذرك هذا اليوم، وأخبرك أن الله غير تاركك، وأنت تقول: لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا! فأخبرك أن صاعك بعدُ لم تمتلئ، ألا وإن هذا قد امتلأ صاعك!".

الثلاثاء، 5 مارس 2013

لماذا قتل الرسول ابن خالتـــه الأســــير ؟؟

لماذا قتل الرسول ابن خالتـــه الأســــير ؟؟

ونحن في ظلال ذكرى معركة بدر الكبرى، تلك المعركة التي أسست لحكم الإسلام في المدينة ، نقف عند قصة الأسرى !!
عاد المسلمون إلى المدينة، وقد نصرهم الله -تعالى- على عدوهم في أولى المعارك التي خاضوها، وهاهم أولاء يجرون معهم سبعين أسيرًا من المشركين بعد أن قتلوا سبعين مثلهم، وفي الطريق قَتَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنين من أكابر المجرمين الموجودين في الأسرى؛ وهما النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط لأنهما طغيا وأذيا المسلمين إيذاءً شديدًا، أما باقي الأسرى فتشاور الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابة في أمرهم هل يقتلونهم أم يقبلون الفدية ويطلقونهم؟ فأشار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يقتلوهم، وأشار أبو بكر -رضي الله عنه- أن يطلقوا سراحهم مقابل فدية (مبلغ من المال) تكون عونًا للمسلمين على قضاء حوائجهم، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر.
ولكن القرآن الكريم نزل يؤيد رأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال الله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} [الأنفال: 67-68].
فلماذا أصرّ الرسول على قتل النضر بن الحارث وكان ابن خالته في النسب ؟؟
، فإنه كان إذا جلس رسول اللّه (ص) مجلساً فدعا فيه إلى اللّه تعالى، وتلا فيه القرآن، وحذّر قريشاً ما أصاب الاُمم الخالية، خلّفه النضر بن الحارث في مجلسه إذا قام فحدّثهم عن رستم وإسفنديار وملوك فارس ثم يقول: واللّه ما محمد بأحسن حديثاً منّي، وما حديثه إلاّ أساطير الأولين أكتتبها.
فأنزل اللّه فيه: (وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تُملى عليه بكرةً وأصيلاً قل أنزله الذي يعلم السرّ)(6).
ونزل فيه: (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين)(7).
ونزل فيه: (ويل لكل أفّاكٍ أثيم يسمع آيات اللّه تتلى عليه)(8) إلى قوله (فبشّره بعذاب أليم
جاء في تفسير القرطبي ، في النشرة الرقمية : روي عن حفص بن عمر عن الحكم بن  أبان عن عكرمة ، أن الآية { و من قال سأنزل مثل ما أنزل الله } [ 93 ـ الأنعام ] ، نزلت في النضر بن الحارث لأنه عارض القرآن فقال :" و الطاحنات طحنا ، و العاجنات عجنا فالخابزات خبزا فاللاقمات لقما " ....
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله سأل سائل  قال نزلت بمكة في النضر بن الحرث وقد قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية وكان عذابه يوم بدر . وهي مكية باتفاق وهو النضر بن الحارث حيث قال: "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب  أليم" الأنفال:32 فنزل سؤاله، وقتل يوم بدر صبراً هو وعقبة بن أبي معيط، لم يقتل صبراً غيرهما
 فإنه كان إذا جلس رسول اللّه (ص) مجلساً فدعا فيه إلى اللّه تعالى، وتلا فيه القرآن، وحذّر قريشاً ما أصاب الاُمم الخالية، خلّفه النضر بن الحارث في مجلسه إذا قام فحدّثهم عن رستم وإسفنديار وملوك فارس ثم يقول: واللّه ما محمد بأحسن حديثاً منّي، وما حديثه إلاّ أساطير الأولين أكتتبها.
فأنزل اللّه فيه: (وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تُملى عليه بكرةً وأصيلاً قل أنزله الذي يعلم السرّ)
ونزل فيه: (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين)
ونزل فيه: (ويل لكل أفّاكٍ أثيم يسمع آيات اللّه تتلى عليه) إلى قوله (فبشّره بعذاب أليم)
 جاء في تفسير القرطبي ، في النشرة الرقمية : روي عن حفص بن عمر عن الحكم بن  أبان عن عكرمة ، أن الآية { و من قال سأنزل مثل ما أنزل الله } [ 93 ـ الأنعام ] ، نزلت في النضر بن الحارث لأنه عارض القرآن فقال :" و الطاحنات طحنا ، و العاجنات عجنا فالخابزات خبزا فاللاقمات لقما " ....
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا ووفقنا اجتنابه .

الاثنين، 4 مارس 2013

( سَـوْفَ )..من جنود الشيطان

  
قيل لأحد الصالحين : أوصنا ! فقال : احذروا "سوف " .
وكان الحسن البصري ـ رحمه الله ـ يقول : إياك والتسويف ، فإنك بيومك ولست بغدك ، فإن يكن غدٌ لك فاجتهد فيه ، كما اجتهدتَ في اليوم ، وإن لم يكن الغدُ لك لم تندم على ما فرّط في اليوم .
والمسلم في لحظته بين أمرين :
 إما طاعة يسارع فيها ، قبل أن تفوته ، وإما معصية يبادرها بالتوبة قبل أن يطبع على قلبه ، والشيطان يجنّد جنوده ليحجب المسلم عنهما ، كيف ؟
 بالتسويف والتأجيل والمماطلة ،  لأنه يعلم أن الله تعالى حث على الإسراع في الحالتين :
الأولى : ﴿سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض .
والثانية : ﴿إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. والشيطان يزيِّن للنفس التسويف لأن في الأمرين مشقة على النفس فتركن إليه ، فيقف الشيطان بواب سوء أمام الخير ، يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : كلما جاء طارق الخير صرفه بواب لعلّ وعسى .
هذا التسويف أحد جنود الشيطان في عدم قبول التوبة : ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات (النساء:18) فهو تنبيه منه سبحانه على نفي قبول نوع من التوبة، وهي التي تكون عند حضور الموت واليأس من الحياة ﴿ حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن (النساء:18) . فيموت المرء وهو يمني النفس بالتوبة،فيدخل النار، وقد ورد في الأثر : " إن أكثر صياح أهل النار من التسويف " .          
   وهذا التسويف باب من يدخله قد يصل وهو لا يدري إلى مستنقع النفاق  ، ولعل في قصة الثلاثة الذين خُلّفوا  درسا بليغا في عواقب التسويف ، على المسلم أن يفيد منه ، ونستمع لما يرويه أحدهم وهو كعب بن مالك حيث يصف حاله عند غزوة تبوك :
: " فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ، ولم أقض شيئا ، فأقول في نفسي : أنا قادر عليه . فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجدُّ ، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ، ولم أقض من جهازي شيئا ، فقلت : أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا ، ثم غدوت ، ثم رجعت ولم أقض شيئا ، فلم يزل بي حتى أسرعوا ، وتفارط الغزو ، وهممت أن أرتحل فأدركهم ، وليتني فعلت ، فلم يقدر لي ذلك ، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم أحزنني أنِّي لا أرى إلا رجلا مغموسا عليه النفاق ، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء.
سمعت معلما يسأل تلاميذه :
ـ إذا كان الإنسان يركب السيارة ليصل إلى غايته برّا ، ويركب السفينة ليصل غايته بحرا ، ويركب الطائرة ليصل غايته جوا ، أتدرون ما يركب المنافق ليصل إلى جهنم جرّا  والعياذ بالله ؟
حار التلاميذ في الجواب ، فأسعفهم المعلم بالقول : إنه يركب " سوف " .
وأخذ يشرح لهم مخاطر التسويف .

الجمعة، 10 أغسطس 2012

المذيع الذي قتله لسانه


المذيع اللبناني أميغو ولد عام 1951  لعائلة درزية. في مطلع السبعينيّات  مثل  على خشبة كازينو لبنان  حيث قام بتقليد عدد من كبار الفنانين ( سخرية واستهزاء ) ، وفي عام  1976  عُرض عليه العمل في إذاعة مونتى كارلو  ، وتميّز حينها بإدخال اللهجة العامية إلى الأثير، بعدما كانت الفصحى هي السائدة.

شارك بالتمثيل في فيلم حسناء والعمالقة ( شبه الإباحي )  وغنّى « تمارا» في فيلم آخر الصيف ( أو آخر الحياء )  .

عمل اميغو  في مونتكارلو لمدة 17 عاما تميز خلالها ببرنامج مرسال الهوى وكان المذيع الالمع فيها وساعد ذلك على الغيرة الشديدة لبعض زملائه منه وتدبير المكائد له فاختلف مع الإدارة واثر على تقديم استقالته من عمله وقبلت الاستقالة نتيجة اصراره الشديد عليها وترك الاذاعة متوجها إلى اذاعة الشرق من باريس التي لم يستمر فيها غير فترة بسيطة وفاجئه مرض السرطان .

تقول موسوعة الويكيبديا  أن أميغو  أصيب بسرطان بالمخ وهو على الهواء مباشرة ففقد الذاكرة أثناء حديثه على الهواء ، وتوجه إلى المشفى وفوجئ الكل باصابته بسرطان في المخ ترك العمل باذاعة الشرق وعاد إلى بلده ليموت بين اهله ..

كنت شاهد على خبر نعيه حوالي عام 1992 ، وجاء في الخبر " أن الأميغو  ح. و  توفي بسبب سرطان نادر أصاب لسانه " ، يومها قلت سبحان الله مذيع لا يحتاج من الدنيا غير لسانه ، فيكون المرض فيه ، ويقتله ..

يقول المغني البريطاني المسلم يوسف إسلام :

" في الفن يصارع الفنان ، ويكافح ليل نهار لكي يصل إلى القمة ، وعندما يصل يكتشف أنه قد أضاع نفسه ، لذا قررت البحث عن نفسي فوجدتها في الإسلام " .

 

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

العملة المعترف بها يوم القيامة

صرّاف الآخرة ..!!

جاء في الكتاب المنزل على خير البشرية :
 [ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً [  { مريم:95}  
[وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ [  { الأنعام:94}
تركنا خلفنا ما تعارفنا عليه من أموال منقولة وغير منقولة ، عينية ونقدية ، بطاقات اعتماد وتسليف ، دفاتر الشيكات ، كلها نتركها ، وقد تم تبديلها في الدار الآخرة ، مناصب ورتب  وجاه وأولاد وأتباع وحراس ومرافقين كلها نتركها وراء ظهورنا ، وندخل من بوابة الموت إلى عالم جديد .  
أحد العلماء قال إن الحياة رحلة بين خرقتين :
" يُخلق الإنسان ويأتي إلى الدنيا فرداً، ويستقبل في خرقة، ويعيش فترة من العمر إلى أن يموت، ثم يموت ويرجع إلى الله فرداً مودعاً في خرقة أخرى وهي خرقة الكفن، وهو بين الخرقتين حياته تتوقف ومصيره في الآخرة على ضوء سلوكه وعمله فيما بين الخرقتين " .
فأي العملات تقبل للتداول في الآخرة ، نستمع للحديث الشريف ففيه بيان ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ ـ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  قَالَ:
 ( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟  قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ.  فَقَال:  "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ،  وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ،  وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ،  ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ". أخرجه أحمد وقال : حسن صحيح
العملة الدارجة يوم القيامة ليست الدرهم ولا الدينار ولا الدولار وإنما الحسنات فقط.
 بعض الناس في الدنيا فقير المال لكنه مليونير حسنات، وبعض الناس في الدنيا غني في المال لكن ليس عنده حسنة، فقير في الآخرة -والعياذ بالله- ولهذا يقال: إذا رأيت أحداً ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة، ولكن ما بال الناس يزهدون فيها؛ لأنهم لا يعرفون قيمة الحسنات، ولا يعرف قيمة الحسنات إلا العالم بالله، مثل الذهب لا يعرفه إلا صاحب الخبرة،  ولو أتيت بالذهب عند الفحام، فسوف يرميه لأنه يريد فحماً فقط، وأيضاً لو أتيت به عند الذي يجمع البعر والروث كي يفعل به سماداً لرماه لا يعلم أنه ذهب، وكذلك الذي يعرف الله ويعرف دين الله وحقيقة الحياة يعرف قيمة الحسنات، ولهذا يجمع فيها ويحصل منها ويسابق إليها ولا يشبع من خيرٍ حتى تكون نهايته الجنة.
أما بطاقة الاعتماد التي تفتح لها أبواب الجنان فهي بطاقة " لا إله إلا الله " وفي الحديث :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
( إِنَّ الله سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي (أي يميز ويختار) عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَنْشُـرُ عَلَيْهِ ( أي يفتح ) تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاً ، كُلُ سِجِلٍ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئَاً ؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحافِظُونَ ؟ فيَقُولُ: لا يَا رَب، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ: لا يَا رَب، فَيَقُولُ:  بَلَى، إنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً ـ أي واحدة عظيمة ـ ، فَإِنَهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُـرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَب مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَع هَذِهِ السِجِلاتُ ؟ فَقَالَ: فَإِنَكَ لا تُظْلَمُ، قالَ: فَتُوْضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالِبطَاقَةُ في كِفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلاتُ وَثَقُلَت البِطَاقَةُ، ولا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ الله شَيْء ) رواه أحمد  وقَالَ الألباني: صحيح .

لا مرحبا بهم

لا مرحبا بهم  ..!!

[ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ] { إبراهيم: 48 }
تبدل الأرض أرضاً بيضاء نقية  لم يسفك عليها دم حرام ، ولم يُعمل عليها خطيئة، كما أخبرنا رسول الله ^ : (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقُرصة النقيّ ـ  قرص الفضة الصافي ـ  ليس فيها معلم لأحد ) . وهناك يكون العرض الأكبر  وقد  اجتمع كل بشبيهه من الخلائق  .
نشاهد في عمرنا الكثير من الاستعراضات ، وأشهرها الاستعراضات العسكرية ، تمر كل فرقة بزيها وقائدها وما تحمله أو تجره من أسلحتها ، ويوم العرض الأكبر يُستعرض الناس أمام رب العالمين والملائكة زمرا ، فيا له من مشهد يوم عظيم ..  
 وفي  تفسير قوله تعالى: [ احْشُـرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ] فأهل الخمر مع أهل الخمر، وأهل الزنا مع أهل الزنا، وكل كافر معه شيطانه في سلسلة ، الفاجر مع الفاجر، والصالح مع الصالح، ويُلحق كل امرئ بشيعته .
تمرّ  مجاميع الناس  في المحشر  في مشهد رهيب زمرا زمرا 
هذه زمرة ليس في وجوهها لحم ، ملئت خموشا ، ونسأل من هؤلاء ؟ فيكون الجواب هؤلاء الذين يسألون الناس عن ظهرِ غنى .
وتمرّ زمرة على هيئة الذّر في صور رجال يغشاهم الذل من كل مكان ؟ ونسأل من هؤلاء ؟ فيكون الجواب هؤلاء المتكبرون في الدنيا .
ويأتي رجال أحد شقيهم مائل ، ونسأل من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق البلاغ هؤلاء الذين كانوا لا يعدلون بين زوجاتهم .  عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ ^  قَالَ :  « مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ »
وتمر بالموكب العظيم زمرة ، رفعت أعلام الغدر في أقفيتهم ، فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق البلاغ : هؤلاء أهل الغدر في الدنيا يكشف الله غدراتهم مكتوبة على ألوية تُدق في أعقابهم . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  ^  : « لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنٍ »
ثم تمر فرقة على هيئة القرود تزعق وتولول . فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق من الرسول ^ البلاغ : هؤلاء أهل النميمة في الدنيا .
ويأتي أناس مهشمة أجسادهم يتخبطون في الأرض ، فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب ، وقد سبق من الرسول ^ البلاغ : هؤلاء  آكلو الربا في الحياة الدنيا . 
ويأتي فريق من الناس مقطعة أطرافهم ، يتعثرون في سيرهم ؟ فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق البلاغ من الرسول ^ : هؤلاء الذين يؤذون جيرانهم .
ويأتي قوم يمضغون ألسنتهم حسرة وندما وتخرج الجراح من فمه ، فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق البلاغ : هؤلاء العلماء الذين يعظون بالخير ويأتون السوء .
ويأتي فريق من الناس تخرج منهم رائحة جيفة نتنة قذرة ، فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب هؤلاء هم الزناة أهل الفواحش في الدنيا .
وتمر فرقة عمياء تتخبط ، فيقال من هؤلاء ، فيأتي الجواب هؤلاء  حكام الجور  .