‏إظهار الرسائل ذات التسميات كرامات الصالحين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كرامات الصالحين. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

ثمار تحويل الهمَّ إلى اهتمام



ثمار تحويل الهمَّ إلى اهتمام
عبد الله بن زيد مثالا ....



أتم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة الكرام بناء المسجد في المدينة المنورة بعد الهجرة ، وصارت تقام صلاة الجماعة علنية بعد أن كانت سرية في مكة ، وكان يتم النداء للصلاة بأن يقف أحد الصحابة على باب المسجد وينادي الصلاة جامعة ، كان هذا الصحابي هو عبد الله بن زيد الخزرجي ، يبادر عبد الله في كل مرة للنداء على الناس .
كثر المصلون مع دخول الناس في الإسلام ، فجلس الرسول عليه السلام والصحابة يتفكرون في طريقة عملية لدعوة الناس لصلاة الجماعة ، كان هناك رأي بأن يدق ناقوس ، كره النبي عليه السلام لأن فيه تشبه بالنصاري ، واقتراح بنفخ بوق فلم يقبل لما فيه من تشبه باليهود ، وكان من اقترح اشعال نار لها دخان ، ولم يقبل هذا أيضا لأن فيه تشبه بالمجوس .
عاد عبد الله بن زيد الخزرجي إلى بيته ، فلما دخل على أهله فقالوا: ألا نعشيك؟ قال: لا أذوق طعاماً؛ فإني قد رأيت رسول الله قد أهمه أمر الصلاة، ونام فرأى أن رجلاً مرَّ وعليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس، فسأله: أتبيع الناقوس؟ فقال: ماذا تريد به؟ قال: أريد أن أبتاعه لكي أضرب به للصلاة لجماعة الناس، فأجابه الرجل: بل أحدثك بخير لكم من ذلك، تقول: الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله..... ونادى الرجل بذلك النداء وهو قائم على سقف المسجد ثم قعد قعدة، ثم نهض، فأقام الصلاة.
فلما استيقظ عبد الله بن زيد من منامه ذهب إلى النبي - عليه السلام - فقص عليه ما رأى فقال له: "قم مع بلال فألق عليه ما قيل لك".
الهم أن يشغلك أمر ، والاهتمام أن تجعل هذا الأمر من أولوياتك ، وأن تحصل على بطاقة عضوية في جماعة المسلمين ، وقتها انتظر أن يكرمك رب العالمين بكرامة تنفع في الدنيا وفي يوم الدين .

الجمعة، 27 يوليو 2012

غلام الذي نزلت فيه آيات .. !!


نزلت في سورة النور براءة السيدة عائشة أم المؤمنين من فوق سبع سموات ، فكان ذلك النزول رفعة لها إلى يوم الدين .
وفي سورة التوبة نزلت التوبة على الثلاثة الذين خلفوا ، فكان خير يوم لهم منذ ولدتهم أمهاتهم .
ولكن هل نزلت آية لتبرئ غلام حدث صغير ، ومن هو ؟
جاء في تفسير سورة المنافقين أن سبب نزول قوله تعالى : }  لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَة لَيُخْرِجَنّ الأعَزّ مِنْها الأذَلّ  .. { أن تلك عبارة قالها منافق عظيم النفاق هو عبد الله بن أبي ابن سلول  في رجلين اقتتلا  ، أحدهما غفاريّ ، والاَخر جُهَنِيّ ، فظهر الغفاريّ على الجُهنيّ ، وكان بين جُهينة والأنصار حلف، فقال: يا بني الأوس ، يا بني الخزرج ، عليكم صاحبكم وحليفكم ،  ثم قال: والله ما مثلنا ومَثَل محمد إلا كما قال القائل: «سَمّن كلبك يأكلك  ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ ، فسعى بها بعضهم إلى نبيّ الله-^ -   .
من هو الذي سمع هذا الكلام وأسرع به إلى النبي -^ -   خوفا عليه ؟
إنه غلام اسمه زيد بن الأرقم الخزرجي ، فأبلغ زيد بهذا الكلام عمه ، فذهب عمه إلى الرسول -^ -  فأخبره ، فدعاه الرسول -^ -   فأخبره بما سمع ، ولكن بعدها جاء  ابن سلول فحلف  للرسول -^ -   ولمن معه أنه لم يقلها ، ولم يكن من ذلك شيئا ، فصدقه رسول الله -^ - وكذَّب زيد ، وقال بعض من عند رسول الله -^ -   : لعل الغلام أخطأ ، ولا يعقل ما يقول .فقال له عمه : ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ، ومقتك !!
 فانطلق الغلام زيد كاسف البال مكسور الخاطر ، وقد كُذّب من الصحابة عند رسول الله -^ -   ونام في فراشه كما يفعل الأولاد إذا ما تعرضوا لإهانة .
 وظلّ زيد معتزلا في بيته ، حتى أنزل الله على نبيه سورة المنافقين ،  }  إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ  .. {  فدعا صحابته ، وقرأها عليهم  ، فتبادر أبو بكر وعمر إلى زيد ليبشـراه،  فسبق أبو بكر عمر فأقسم عمر ألا يبادره بعدها إلى شيء، وجاء النبي -^ - فأخذ بأذن زيد وقال: وَفَتْ أُذنكَ يا غُلامُ، إنَ اللّهَ تَبَارَكَ وَتَعالى قَد صدّقَكَ وَعَذَرَكَ» .
وما نعرفه عن هذا الغلام الذي نزل فيه القرآن أنه نشأ يتيما في حجر  الصحابي عبد الله بن رواحة
، خير مدرسة وخير مربٍ ، وأنه تقدم للقتال يوم أحد فرده الرسول-^ - لصغر سنّه . وأنه غزا مع الرسول -^ -  تسع عشرة عزوة ، كان أولها الخندق ..  وأنه روى عن رسول الله -^ -  أحاديث كثيرة منها ..  
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -   يَقُولُ : " اللَّهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْهَرَمِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ . اللَّهُمَّ ، آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا . اللَّهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا " . قَالَ زَيْدٌ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - ^ - يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُوهُنَّ . حديث صحيح .

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

عواقب إطلاق البصر

النظر ة سهم الشيطان ..
يقول الله تعالى مخاطبا عباده المؤمنين :
قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].
في صحيح البخاري عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: ((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاء)).
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ  قَالَ: ((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ)).
   جاء في الأثر : أن مَنْ غضَّ البصر ، وترك النظر ، جعل الله في قلبه حلاوة لا يدركها إلا من عرفها .
 هكذا يكافئ الله سبحانه من غض البصـر عن النساء العفيفات الطاهرات اللواتي يجعلن من حمرة الحياء في وجوههن زينة ، فما تكون عقوبة الناظر في وجوه الزانيات المتبرجات اللواتي ينصبن شباكهن لكل ناظر !؟ يدعونه بنظرات فاضحات إلى الزنا والعياذ بالله ، نساء في كامل زينتهن يتصدرن لوحات الإعلان ، ونساء كاسيات عاريات يملأن شاشات التلفاز ، والإعلانات تملأ الطرقات ، والتلفاز شباك مفتوح على فيح نار جهنم ليل نهار ، ولا مناص للمسلم من السير في الطرقات ، أو الجلوس في البيت ، وإذا كان النظر لسائر النساء زنا بالعين وإثم بالقلب ، فماذا يكون عقاب النظر والتحديق في وجوه المومسات ؟

  روى البخاري ومسلم ، واللفظ له ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ  عن النبي r قال : لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم وصاحب جريج ، وكان جريج رجلاً عابداً ، فاتخذ صومعة فكان فيها ، فأتته أمه ، وهو يصلي .
فقالت  :  يا جريج .
فقال : يا رب أمي وصلاتي !
 فأقبل على صلاته ، فانصرفت . فلما كان من الغد أتته ، وهو يصلي .
 فقالت : يا جريج .
فقال :  يا رب أمي  وصلاتي !
 فأقبل على صلاته ، فانصرفت  .
فلما كان من الغد أتته ، وهو يصلي ،
 فقالت : يا جريج .
  فقال : أي رب أمي وصلاتي !
 فأقبل على صلاته .
فقالت : اللهم لا تُـمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات  .
قتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته ، وكانت امرأة بغيٌّ يتمثل بحسنها ، 
فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم .
فتعرضت له فلم يلتفت إليها ، فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته ،  فأمكنته من نفسها فوقع عليها ، فحملت ،  فلما ولدت ،
قالت  : هو من جريج .
 فأتوه فاستننزلوه , وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه .
فقال : ما شأنكم ؟
قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك .
 فقال : أين الصبي ؟
فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى أصلي . فصلى فلما انصرف أتي الصبي فطعن في بطنه وقال : يا غلام من أبوك ؟
 قال : فلان الراعي.  فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به .
 وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب .
 قال : لا أعيدوها من طين كما كانت ، ففعلوا .

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

الأرواح جنود مجندة .. !!

الأرواح جنـودٌ مجنّـَدة
يقول الله تعالى في سورة مريم :
[إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [
ورد في صحيح البخاري عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ ـ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ  قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  يَقُولُ :
" الأَرْوَاحُ جُنُـودٌ مُجَنَّـدَةٌ فَمَا تَعَـارَفَ مِنْهَا ائْتَـلَفَ وَمَا تَنَـاكَرَ مِنْـهَا اخْتَلـَفَ "
في هذا الحديث تشبيه لتجمع الناس مع أشباههم مثل فرق الجنود، فالمشاة مع المشاة ،والبحرية مع البحرية ، والمظليون مع المظليين ، وفي الواقع الأخيار مع الأخيار ، والأشرار مع الأشرار ، الصائمون مع الصائمين ، والمفطرون مع المفطرين ، هكذا اجتمع بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي، وهكذا تآخى الأنصار والمهاجرون ، ونجد أن المنافقين كان بعضهم يميل إلى بعض، ويتناجون فيما بينهم بالإثم في مجلس النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وفي الجهاد أيضا ينكصون معا .
 فأرواح الصالحين تقودهم لتجْمعهم بلا ميعاد ولا ترتيب، وكأنها مبرمجة تقود الأجساد نحو أشباهها من الناس، فينجذب كلٌ لشبيهه، ولهم في ذلك حكايات كثيرة منها ... 
خرج إمام أهل السنة أحمد بن حنبل من السجن وقد ضعف جسمه وسرت الأمراض في أوصاله من شدة التعذيب وطول المدَّة، ولكن همته بقيت ثابتة ثبوت عقيدته في قلبه، وجاء أصحابه يزورونه ويهنئونه بالثبات على الحق، وكان للإمام أحمد صديق حبيب إلى قلبه ـ رغم أنه كان يخالفه كثيرا في مسائل الفقه ـ  هو إسحاق بن راهويه ،و يذكر الإمام  أحمد عن أبن راهويه ـ رغم الخلاف ـ   فيقول :"  لم يعبُر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق بن راهويه وإن كان يخالفنا في أشياء فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضاً " . وله مع صديقه قصة طريفة . .  
والقصة رواها ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد عن ابن الجوزي،على لسان عبد الله بن الإمام أحمد قال  : 
"   لما أُطلق أبي من المحنة خَشي أن يجئ إليه إسحاق بن راهويه،  فرحل أبي إليه،  فلما بلغ الرَّي دخل إلى مسجد فجاء مطر كأفواه القرب،  فلما كانت العتمة قالوا له:  أُخرُج من المسجد فإنا نريد أن نغلقه.
 فقال لهم:  هذا مسجد الله وأنا عبد الله !!
فقيل له: بعد كَري الصناع ما أعطيناهم ـ أي كلفنا أموال كثيرة دفعناها للصناع حتى صار مسجدا ـ أيما أحبُّ إليك تخرج أو نجرُّ برجلك.!!
 قال أحمد، فقلت: سلاماً.
 فخرجت من المسجد والمطرَ والرعد والبرق، فلا أدري أين أضع رجلي، ولا أين أتوجه، فإذا رجل قد خرج من داره فقال لي: يا هذا أين تمرُّ في هذا الوقت؟
 فقلت: لا أدري أين أمر .
فقال لي:  أدخل .
فأدخلني داراً ونزع ثيابي وأعطوني ثياباً جافة، وتطهرت للصلاة ، فدخلت إلى بيت فيه كانون فحم ولبود ومائدة منصوبة.
فقيل لي:كُل، فأكلت معهم .
فقال لي: من أين أتيت؟ فقلت:  من بغداد. 
فقال لي:  تعرف رجلاً يُقال له أحمد بن حنبل؟
 فقلت:  أنا أحمد بن حنبل.
 فقال لي: وأنا إسحاق بن راهويه .
فسبحان الذي جمع بين أهل المحبة في الليل بغير وسيلة ولا ميعاد، فالأرواح جنود مجندة تتعارف وإن بعد السفر وطال الزمان .
اللهم اكتب لنا ولوالدينا رفقة محمد الأمين والصحابة والصالحين في جنات النعيم .

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

أصدق الناس لـهجة  ..!!
يقول ربنا عز وجل :
[ومن يُطع الله والرَّسولَ فأولَئِكَ معَ الَّذين أنعَمَ الله عليهِم من النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالِحينَ وحَسُنَ أُولئِكَ رفيقاً۞ ذلك الفضلُ من الله وكفى بالله عليماً ] { النساء: 70 }
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ‏‏( إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى ‏ ‏جِبْرِيلَ ‏ ‏إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ ‏ ‏جِبْرِيلُ ‏ ‏فَيُنَادِي ‏ ‏جِبْرِيلُ ‏ ‏فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ) {صحيح البخاري}
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل تعلمون أيها الأخوة ، من أول من حيّا  الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  بتحية الإسلام ،
وقال له السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟
هو نفسه الصحابي القائل :  " حجوا حجّة لعظائم الأمور ، وصوموا يوما شديد الحرّ ليوم النشور ، وصلوا ركعتين في سوداء الليل لوحشة القبور " .
 إنه الصحابي الجليل  أبو ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ  ذلك الصحابي الذي كان ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  يبتدئه  إذا حضر، ويتفقده   إذا غاب .
وهو الذي قال عنه رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  : (  مَا أَظَلَّتِ الْخَضْـرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لهجة مِنْ أَبِي ذَرٍّ ) .
فما هي الميزة التي اختص بها أبو ذر من بين الصحابة ليكون أصدق أهل الأرض لهجة ؟؟
أبو ذر كان نموذجا فريدا للموعظة الحية والاعتبار العملي ، فكان أبو  ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ خير مثال لمن يتعلم  من أخطائه فليزم نفسه بالتقوى ، ومنها تواضعه مع العبيد بعد قصته مع بلال .
كان أبو ذر من أشد الناس تواضعًا، فكان يلبس ثوبًا كثوب خادمه، ويأكل مما يطعمه، فقيل له: يا أبا ذر، لو أخذت ثوبك والثوب الذي على عبدك وجعلتهما ثوبًا واحدًا لك، وكسوت عبدك ثوبًا آخر أقل منه ( جودة وقيمة ) ، ما لامك أحد على ذلك، فأنت سيده، وهو عبد عندك!!
 فقال أبو ذر: إني كنت ساببت (شتمت) بلالاً، وعيّرته بأمه؛ فقلت له: يا ابن السوداء، فشكاني إلى رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  فقال لي النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  : (يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، فوضعت رأسي على الأرض، وقلت لبلال: ضع قدمك على رقبتي حتى يغفر الله لي، فقال لي بلال: إني سامحتك غفر الله لك، وقال ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  : إخوانكم خولكم (عبيدكم )، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم )   .. فاخذ أبو ذر العبرة ولزم التواضع للعبيد طوال حياته ..
فعندما ذهب أبو ذر إلى الرَّبذة وجد أميرها غلامًا أسود عيَّنه عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ولما أقيمت الصلاة، قال الغلام لأبي ذر: تقدم يا أبا ذر، وتراجع الغلام إلى الخلف. فقال أبو ذر: بل تقدم أنت، فإن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا أسود. فتقدم الغلام وصلى أبو ذر خلفه.
وكان يدافع عن الفقراء، ويطلب من الأغنياء أن يعطوهم حقهم من الزكاة؛ لذلك سُمي بمحامي الفقراء عند المعاصرين .
وظل أبو ذر مقيمًا في الرَّبَذَة هو وزوجته وغلامه حتى مرضَ مرض الموت فأخذت زوجته تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: ومالي لا أبكي،  وأنت تموت بصحراء من الأرض، وليس عندي ثوب أكفنك فيه، ولا أستطيع القيام بجهازك.
 فقال أبو ذر يخاطب زوجه وغلامه : إذا مت، فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكما فقولا: هذا أبو ذر. فلما مات فعلا ما أمر به، فمرَّ بهم عبد الله بن مسعود مع جماعة من أهل الكوفة، فقال: ما هذا ؟ قيل: جنازة أبي ذر، فبكى ابن مسعود، وقال: "صدق رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  : ( يرحم الله أبا ذر ، يمشى وحده ،  ويموت وحده، ويبعث وحده)  فصلى عليه، ودفنه بنفسه وكان ذلك سنة (31هـ) .

الخميس، 15 سبتمبر 2011

قبر في السماء

قبــر في الســماء ... !! 

جاء في سورة الحج :
[ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ]
وورد عن  عبد الله بن عباس :   أنه ركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا غلام ، إني معلمك كلمات :" احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك ، لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف. "رواه الترمذي ، وقال : حسن صحيح .
عامر بن فهيرة راعي غنم بسيط ، أسلم قبل أن يدخل رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  دار الأرقم ، وهو يومئذ مملوك ، وعُذب في الله تعالى،  فاشتراه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ  وأعتقه.
ولما خرج رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وأبو بكر  ـ رضي الله عنه ـ  مهاجرَين ، قام بتشكيل جهاز تشويش وتمويه على الكفار فكان عامر يرعى في مكة ، حتى إذا أمسى اتبع أثر عبد الله بن أبي بكر مراسل النبي وأبيه  بالغنم لتبديد الآثار لئلا يتعرف عليها المشـركون .
وعندما سار النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ  من الغار هاجر معهما ، فحمله أبو بكر خلفه على البعير    .
ولما لحق سراقة بن مالك  بالركب المبارك ، وحدث ما حدث ، وتيقن سراقة من أمر نبوة رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  ، وطلب كتاب أمن ، حينئذ أمر النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  عامر بن فهيرة أن يكتب هذا الكتاب لسـراقة ، فكتب ، إذ كان عامر كاتبا قارئا ، فرجع سراقة  آخر النهار يعمّي عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ   ويضلل الطلب ، بعد أن كان يطلبه بنفسه طمعا في جائزة قريش ،  مئة ناقة ، بمقياس اليوم مئة سيارة .. 
بعد معركة أحد ، تجرأت القبائل العربية على المسلمين ، وقتلت العديدّ منهم عبر عددٍ من عمليات الاستدراج إلى داخل البادية، حيث كان الرسول ^  يرغب في متابعة تبليغ الرسالة بين هذه القبائل، وأهمها حادثتي بئر معونة وبئر الرجيع .
وفي حادثة بئر معونة في السنة الرابعة للهجرة ،  قدم إلى المدينة   عامر بن مالك والملقب بـ ( ملاعب الأسنة ) فعرض عليه الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  الإسلام ، فلم يُسلم ، ثم قال : يا محمد ، لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك ، وأنا لهم جار .  وقد كان رجلا مسموع الكلمة في قومه بني عامر .
 فبعث الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وفدا برئاسة المنذر بن عمرو الخزرجي ـ رضي الله عنه ـ  في سبعين رجلا من خيار المسلمين كانوا يسمونهم القراء  فيهم عامر بن فهيرة  وحرام بن ملحان خال أنس بن مالك رضي الله عنهم.
 وعندما وصل أفراد السـرية إلى بئر معونة من أرض نجد أرسلوا حرام بن ملحان ـ  رضي الله عنه ـ  بكتاب رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  إلى عدو الله عامر بن الطفيل زعيم قبيلة بني عامر ، فقال : أتأمنوني حتى أبلغ رسالة رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وجعل يحدثهم ، فلم ينظر فيه عامر بن الطفيل ، و أومأ إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه عندها نضح حرام بن ملحان رضي الله عنه بالدم على وجهه و رأسه و قال : الله أكبر .. فزت و رب الكعبة ..
ثم استنفر عدو الله عامر بن الطفيل قبائل من بني سُليم فأجابوه وأحاطوا بالمسلمين، وحملوا عليهم السلاح فقاتلهم المسلمون ، فاستشهد جميع أفراد السـرية ماعدا اثنين .
فحزن الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ والمسلمون على ما أصاب أفراد السرية ، وقنت  شهرا يدعو الله على  تلك القبائل.
ولما قدم عامر بن الطفيل المدينة بعد ذلك قال للنبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
من رجل يا محمد لما طعنته رُفع إلى السماء ؟ فقال :  هو عامر بن فهيرة .
 وروى ابن المبارك أن عامر بن فهيرة رضي الله عنه التُمس في القتلى يومئذ ففقد فعرفوا  أن الملائكة رفعته أو دفنته .
وكان الذي قتله ذكر أنه لما طعنه سمعه يقول : فزت والله .  قال : فقلت في نفسـي ، ما قوله فزت  فأتيت الضحاك بن سفيان فسألته فقال : بالجنة .  قال : فأسلمت ودعاني إلى ذلك ما رأيت من عامر بن فهيرة..

عاشق الصلاة

عاشق الصلاة .... !!

يقول الله تعالى في بيان فضله على خيرة عباده :
[وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ] {الأنبياء: 73}.
قال رَّسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حُبِّب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرَّة عيني في الصلاة))؛ رواه الترمذي.
نسمع كثيرا عن أنواع شتى من العشاق ، ولكن هل سمعتم عن عاشق الصلاة ؟
أنقل لكم ترجمة عن حياة عاشق الصلاة فتأملوا وتدبروا رحمكم الله .. 
إنَّهُ الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ البُنَانِيُّ، البِصْـرِيُّ. وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ، لازمَ أنَسَ بنَ مَالكٍ خَادِمَ رَسولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَشـر َسنواتٍ بالمدِينَةِ، كانَ عَابِدًا تَقيًا عَالِمًا، مِنْ عُلَمَاءِ الحديثِ.
قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ يَوْماً: إِنَّ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيْحَ، وَإِنَّ ثَابِتاً مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ.
وعَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، فَمَا أَدْرَكْنَا الَّذِي هُوَ أَعَبْدُ مِنْهُ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى قَتَادَةَ.
وَعَنِ ابْنِ أَبِي رَزِيْنٍ، أَنَّ ثَابِتاً قَالَ: كَابَدْتُ الصَّلاَةَ عِشْـرِيْنَ سَنَةً، وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْـرِيْنَ سَنَةً. وعَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَداً الصَّلاَةَ فِي قَبْرِهِ، فَأَعْطِنِي الصَّلاَةَ فِي قَبْرِي.
كانَ مِنَ الناسِ المُؤْمِنِينَ الأتْقِيَاءَ بَعْدَما تُوفيَ، شاهدَهُ النَّاسُ يَقَظَةً يُصَلّي وهوَ في قَبْرِهِ، يَقَظَةً ليْسَ مَنَامًا، اللهُ تَعَالَى حَقَّقَ لَهُ دَعْوتَهُ.
فَيُقَالُ:إِنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ اسْتُجِيْبَتْ لَهُ، وَإِنَّهُ رُئِيَ بَعْدَ مَوْتِهِ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ.
حَدَّثَ مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّاز،عَنْ شَيبانَ عَنْ أَبيْهِ قَالَ:أ َنَا واللهِ الذي لاإِلَه إلا هُو، أَدْخَلْتُ ثَابِتاً البُّنانيَّ لَحْدَهُ وَمَعِي رَجُلٌ، قالَ فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ الَّلبِنَ سَقَطَتْ لَبِنَةٌ فَإِذَا أَنَا بِهِ يُصَلِّي في قَبْرِهِ، فَقُلْتُ لِلَّذِي مَعِي أَلا تَرَى؟ قالَ: اسْكُتْ، فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ، وَفَرَغْنَا، أَتَيْنَا ابْنَتَه فَقُلْنا لَهَا مَا كَانَ عَمَلُ أَبِيْكِ ثَابِتٌ؟ فَقَالَتْ: وَمَا رَأَيْتُمْ؟
فَأَخْبَرْنَاهَا فَقَالَتْ: كانَ يَقُومُ الَّليْلَ خَمْسِينَ سَنَة فَإِذَا كانَ السَّحَرُ قَالَ في دُعَائِهِ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ الصَّلاةَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِيْهَا. فَمَا كَانَ اللهُ لِيَرُدَّ ذَلِكَ الدُّعَاء.
 وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: قَرَأَ ثَابِتٌ:  [أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} [الكَهْفُ: 37} وَهُوَ يُصَلِّي صَلاَةَ اللَّيْلِ يَنْتَحِبُ وَيُرَدِّدُهَا.
وَأخبَرَ  ّثابتُ البنانيّ عَنْ رَجِلٍ مِنَ العُبْادِ أنَّهُ قالَ يومًا لإخْوَانِهِ :  إنِّي أعْلَمُ مَتى يَذْكرُني رَبِّي عزَّ وجلَّ ؟ قال: فّفّزِعوا منْ ذلكَ فَقَالوُا  : تَعْلمُ حينَ يَذْكُركَ ربُّك ؟ قاَل : نعم.  قالوا:  متى ؟ قال: إذا ذكرتُهُ ذكرنيْ.  قال: وإنِّي لأعلمُ حين يَستجيبُ لي ربيْ عزّ وجلّ  . فعجِبُوا من ذلك . فقال:أذا وَجِلَ قلبي واقشعر جلدي،  وفاضت عيني، وفُتِحَ لي في الدُّعاء أعلمُ أنْ قدْ استجيبَ لي .   
وقَدْ سُمِعَ ثابتٌ البُنانيُّ يقولُ: الليلُ والنَّهارُ أَرْبَع وعشـرونَ ساعةً لَيْسَ فِيها سَاعَةً تَأْتِي عَلَى ذِي رُوْحٍ إلاَّ وَمَلَكُ المَوْتِ عَلَيْها قَائِمٌ فَإِنْ أُمِرَ بِقَبْضِهَا قَبَضَها وإلاَّ ذَهَبَ .
وَقَالَ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: دَخَلْتُ عَلَى ثَابِتٍ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ، لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُصَلِّيَ البَارِحَةَ كَمَا كُنْتُ أُصَلِّي، وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَصُوْمَ، وَلاَ أَنْزِلَ إِلَى أَصْحَابِي فَأَذْكُرَ مَعَهُم، اللَّهُمَّ إِذْ حَبَسْتَنِي عَنْ ذَلِكَ، فَلاَ تَدَعْنِي فِي الدُّنْيَا سَاعَةً. فمات من وقته رحمه الله.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْـرِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. رضي الله عنه وأرضاه ..