‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأمانة والخيانة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأمانة والخيانة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 10 أغسطس 2012

سبب عجيب للبكاء

بكاء لسبب عجيب ، هو بكاء صاحب سليمان بن يسار

هو أبو أيوب سليمان بن يسار، مولى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث .  

أحد فقهاء المدينة  السبعة، كان عالما ثقة عابدا ورعا حجة، كثير الصيام، فقيها كبيرا لذا كان سعيد بن المسيب  سيد الفقهاء في عصره إذا سأله أحد في معضلة، يقول له: اذهب إلى سليمان بن يسار فإنه أعلم من بقي اليوم، ويقول الإمام مالك عنه: كان سليمان من علماء الناس بعد  سعيد بن المسيب ، وكان كثيرا ما يوافقه. 

وكان حسن الهيئة جميل الوجه، وقد جر عليه جمال وجهه بعض المتاعب وعرضه لبعض الفتن التي عصمه الله منها لخشيته وتقواه فقد قام برحلة من المدينة إلي مكة هو ورفيق له، ولما وصلا إلي الأبواء ضربا خيمة أقاما بها، وذهب رفيقه إلي السوق يشتري بعض ما يحتاجون إليه، وبصرت به أعرابية كانت تقيم بالجبل المطل على الخيمة، فأخذ حسنه وجمال وجهه بلبها، فانحدرت إليه في الخيمة، وجلست بين يديه، وأسفرت عن وجهها، يقول راوي الخبر فبدا كأنه فلقة قمر، وتحدثت إليه، فظن أنها تريد طعاما، فقام إلي ما عنده من طعام ليعطيها إياه. فقالت: لست أريد هذا إنما أريد ما يكون من الرجل إلي أهله.
فقال: جهزك إلي إبليس، ثم وضع رأسه بين كفيه وأخذ يبكي وينتحب، فلما رأت منه ذلك، أسدلت برقعها على وجهها، وانصرفت عائدة إلي خيمتها. ولما عاد صاحبه، وقد ابتاع ما يحتاجان إليه، ورآه وقد انتفخت عيناه من البكاء، وانقطع حلقه.
فقال له: ما يبكيك؟
قال: خير .. ذكرت صبيتي.
قال: لا، إن لك قصة، إنما عهدك بصبيتك منذ ثلاث أو نحوها، ولم يزل به حتى أخبره بشأن الإعرابية فوضع ما جاء به وانخرط في بكاء حار، ودهش سليمان من بكاء صاحبه.
وسأله: ما يبكيك؟
قال: أنا أحق بالبكاء منك.
قال: فلم؟
قال: لأني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرت عنها.
وقال راوي الخبر: فمازالا يبكيان.
فلما انتهى سليمان إلي مكة، وطاف وسعى، أتى الحجر، واحتبي بثوبه، فنعس، فإذا به يرى في النوم: رجلا وسيما جميلا طوالا، له شارة حسنة، ورائحة طيبة. فسأله سليمان: من أنت رحمك الله؟
قال: أنا يوسف بن يعقوب.
قال: يوسف الصديق؟
قال: نعم.
قلت: إن في شأنك وشأن امرأة العزيز لشأنا عجيبا.
فقال له يوسف: شأنك وشأن صاحبة، الأبواء أعجب. وهذا الخبر يدل على ما كان يتمتع به سليمان بن يسار من عفة وأمانة وتقوى لله ومراعاة لحرماته وخشية منه. وكان شأن سليمان شأن الفقهاء في عصره يبدو نظيف الثياب، حسن المظهر. وقد عاش سليمان ثلاثا وسبعين سنة وتوفى على أرجح الأقوال عام سبعة ومائة للهجرة. فرحمه الله وأجزل مثوبته

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

لماذا أحرق طالب العلم أصابعه ...؟!

 
في سورة آل عمران يذكر الله شهوات الدنيا بترتيبها :
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ {14}
فقد بدأت الآيات بذكر شهوة النساء ، تلك الشهوة الجامحة القوية ، لذلك حرص الصالحون كل الحرص عن الوقوع فيها ، وهم يدرسون قصة (ابريصيص ) العابد  من بني إسرائيل ، الذي أزله الشيطان وهو شيخ كبير فقاده إلى الكفر بواسطة امرأة وضعها إخوتها في حمايته لزهده ، تلك الخدعة التي ما زالت تستخدم في إسقاط الشرفاء ، فيقول مؤلف كتاب ( عن طريق الخداع ) إن الوسيلة الأكثر فعالية  في إسقاط العملاء هي النساء ، ويسرد قصص عن إسقاط العالم النووي العراقي الذي سهل قصف قلب المفاعل النووي العراقي .
النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ يوضح خطورة الخلو بالمرأة الأجنبية بقوله :
(ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) ويحذر أمته من  فتنة النساء على الرجال ، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت على أمتي فتنة أشد على الرجال من النساء) .
وروي أن ثابت البناني ، وهو من أعبد خلق الله، الذي صلى أربعين سنة الفجر بوضوء العشاء، لا يعرف أبداً النوم في الليل، وليس له فراش، أنه كان  يقول: والله لو أمنتوني على ملء الأرض ذهباً لوجدتموني أميناً، ووالله ما آمن نفسي على أَمَةٍ سوداء رأسها كأنه زبيبة. وقال الشاعر من وحي هذا القول  :
 لا تخلو بامرأة لديك بريبةٍ         لو كنت في النساك مثل بنانِ
 إن الرجال الناظرين إلى النسا       مثل الكلاب تطوف باللحمان
وقد أدرك تلك المعاني رجال آمنوا بربهم، فصانوا أنفسهم من الفتن فأكرمهم الله من فضله ما يتمناه، ومنهم قصة هذا الشاب :  

ُنقل أنّ بنت الأمير  في إحدى مدن إيران ـ كانت عائدة إلى بيتها في وقت متأخّر من ليلة شاتية، إذ صادفت في طريقها مدرسة دينية، ففكّرت أن تلجأ إليها حتى الصباح، طلباً للأمان، ولم يكن في المدرسة في تلك الليلة إلا طالب علم أعزب ينام في إحدى الغرف وحيداً فريداً. فلما طرقت الباب ، فوجئ الطالب بشابّة تطلب اللجوء و المبيت عنده حتى الصباح؛ فأدخلها الطالب حينئذ حجرته على وجل! ونامت آمنة مطمئنة حتى الصباح، ثمّ غادرت إلى بيت أبيها الأمير.
عندما سألها أبوها الأمير عن مكان مبيتها ليلة أمس حكت له القصّة. فشكّ الأمير وأرسل خلف طالب العلم ليستوضح الأمر، فتبيّن له بعد ذلك أنّ هذا الطالب منعه تقواه من أن يتكلّم معها فضلاً عن أن يدنو منها أو غير ذلك!
وعندما أراد الأمير أن يشكر الطالب اكتشف أنّ إحدى أصابعه قد أُحرقت حديثاً، فسأله عن السبب فقال: تعلم أنّي شابّ وأعزب، واتّفق أن نامت في غرفتي ابنتك وهي امرأة شابّة ولم يكن معنا أحد غيرنا، فأخذ الشيطان يوسوس لي، فخفت أن أفشل في مقاومته، فكانت في غرفتي شعلة نفطية، فبدأتُ أقرّب إصبعي من النار كلّما وسوس لي الشيطان ـ وقديماً قيل: والجرح يُسكنه الذي هو آلم ـ فصرتُ أسكّن ألم الشهوة بألم الاحتراق، وبقيت هكذا إلى الصباح حتى نجّاني الله من الوقوع في فخّ الشيطان وما توسوس به النفس الأمّارة بالسوء.
وعندما سمعت الفتاة ذلك قالت: هو كذلك، لأنّي كنت أشمّ رائحة شواء، ولم أكن أعلم أنّ هذا المسكين إنّما كان يشوي إصبعه!
وهذا الشابّ هو أحد علماء إيران الأعلام الذي  عُرف فيما بعد بـ «ميردامار» أي صهر الأمير.

الجمعة، 27 يوليو 2012

من عجائب عدل عمر

من عجائب عدل عمر   

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -  : "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ".
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا ، وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم،  فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وأيم الله لا أوتى برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر .
ومن دلائل اتصاف الفاروق بالعدل أنه لا يخاف في الله لومة لائم، ويقيم الحدود على القريب والبعيد، الحبيب والغريب حتى إنه ليضرب به المثل في ذلك الأمر.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: شرب أخي عبد الرحمن بن عمر، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب  فسكرا.
فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصـر فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه.
قال عبد الله بن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له: ادخل الدار أطهرك، قال: إنه قد حدّث الأمير.
قال عبد الله: فقلت: والله لا تحلق اليوم على رؤوس الناس، ادخل أحلقك ، وكانوا إذا ذاك يحلقون مع الحد ، فدخل معي الدار. قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو بن العاص في الدار ، ( الأصل في الحد أن يقام في العلن ، و من المألوف أن يُقام الحدُّ في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسـيء عزلك، تضـرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين ، وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع.
ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن المدينة على أبيه الفاروق عمر  جلده، وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله فلبث أشهرًا صحيحًا، ثم أصابه قدره، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر، ولم يمت من جلده.

موعظة من بلدي .. !!



خلال الثورة  الفلسطينية الكبرى والإضراب الكبير الذي بدأ عام 1936 شارك أهالي كفرمالك في حماية الثوار وإيوائهم وتقديم المساعدات لهم ، أثار هذا قوات الانجليز ، فانتقموا من الأهالي شـر انتقام ، وأذاقوهم عسف الاحتلال ، و في عام 1938 اشتد هجوم وعسف الإنجليز ضد القرية ، ففي تلك السنة حدثت تطويقتان ، واعتقل العشرات ، واستشهد رجلان من الأهالي على يد فرسان الانجليز  .
وفي ذات العام  اتهم الحاج عبد العزيز أبو محمد  بالتعاون مع المجاهدين ، وصدر قرار بهدم بيته ، وضعوا المتفجرات في البيت ونسفوه ، بعد الانفجار  ، اكتشف الأهالي أن الانفجار كان قويا ، وهدم بعض البيوت المجاورة ، ولكن شيئا غريبا شاهدوه بأم أعينهم ، الجدار الغربي للبيت بقي واقفا ولم يسقط رغم شدة الانفجار . . 
انتشر خبر نسف البيت واعتقال صاحبه ، وبلغ مسامع  زوجة عبد العزيز أبو محمد  التي كانت في عين سامية ، وعادت إلى القرية على جناح السرعة ، وقد سمعت أخبارا لا تسر عن زوجها وبيتها ، وعندما وصلت ، وجدت أهالي البلد في نواح وضجيج حول البيت المنسوف ، والبيت عند الفلاحين يعني الأمان والسكن ، وجدت البيت الذي يضرب الناس به المثل ذلك الوقت لاتساعه وجماله منسوفا ، والمفاجأة كانت أن ثلاث واجهات واقعة على الأرض ، ولكن الواجهة الغربية كانت واقفة لم تسقط ، وهذا عجيب ، فكيف تسقط جدران البيوت المجاورة ، ويبقى الجدار الغربي واقفا في البيت لم يسقط ، لا شك أن هناك شيئا حفظ الجدار ، وعندما شاهدت المنظر ، بدأت تزغرد بأعلى صوتها ،  استغرب الناس منها وظنوا أن صواب عقلها طار ، بيتها منسوف ، وزوجها مسجون ، والمرأة تزغرد ، فقالت لهم : " أزغرد لأن ربنا حمى الأمانة ، وما فضحنا مع الناس  "  .
وطلبت سُلّمما ، ووضعته على الواجهة الصامدة ، وأخرجت من طاقة في الجدار ثلاث علب معدنية ، فيها ذهب وأمانات لناس من القرى المجاورة ، كانوا قد أودعوها عند الحج عبد العزيز. فسبحان الله خير الحافظين حفظ الأمانة، لأن حفظ الأمانة أعظم شيء عند الله ، وعندما تضيع لا يبالي رب العالمين بزوال الأرض والسماوات ..
وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ^ قَالَ: ( مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا ، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا ، أَتْلَفَهُ اللهُ )  
وإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة  ….

الاثنين، 9 يوليو 2012

بغداد يا بلد الرشيد ..!!




قارن أخي المسلم ، بين هذين الموقفين ؟
في سنة (797م) عقدت "إيريني" ملكة الروم صلحًا مع الرشيد، مقابل دفع الجزية السنوية له ، وظلت المعاهدة سارية حتى نقضها إمبراطور الروم، الذي خلف إيريني في سنة (802م)، وكتب إلى هارون: "من نقفور ملك الروم إلى ملك العرب، أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الأخ، فحملت إليك من أموالها، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك، وإلا فالحرب بيننا وبينك".فلما قرأ هارون هذه الرسالة غضب غضبًا شديدًا، وكتب على ظهر الرسالة: "من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام".وخرج هارون بنفسه في (803م)، حتى وصل "هرقلة" وهي مدينة بالقرب من القسطنطينية، واضطر نقفور إلى الصلح والموادعة، وحمل مال الجزية إلى الخليفة كما كانت تفعل "إيريني" من قبل .
وفي أيامنا ، والعراق تحت سيطرة الأمريكان .. جاء (كاكه محمود عثمان) العضو في التحالف الكردستاني لحضورأحد الاجتماعات متاخرا بعض الشئ حتى منع من الدخول إلى المنطقة الخضـراء من قبل الحرس الامريكان ، وعند استفساره عن السبب، وأنه لم يخالف التعليمات ا ! قيل له إن  الكلب المسؤول  عن التفتيش يغط في نوم عميق،  فطلب منهم ايقاظه كي (يشمه) على السـريع ليدخل إلى قاعة الاجتماع، فأكد الجندي الامريكي المسؤول عن نقطة التفتيش تلك أن  الكلب  كان في واجب ليلة امس لمدة تجاوزت الثمانية ساعات متواصلة، وهو الآن في  راحته ، فما كان من (كاكه محمود عثمان)،إلا ان يطلب من الجندي الامريكي أن يقوم بعملية التفتيش لأنه عضو برلمان وسياسي معروف لايجوز أن يعامل بهذه الطريقة، هنا قال الجندي الامريكي لمحمود عثمان : " لست مستعدا لتفتيشك،  فتفتيش الوزراء والبرلمانيين العراقيين من اختصاص الكلاب " ونحن لا نجد إلا القول :  إنا لله وإنا إليه راجعون ؟!

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

شهيد في النار

( شهيد ) في النار..!!
وقال الله تعالى: [وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]{ آل عمران:161}
 ويقول النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  : (  أدوا الخيط والمخيط ( الإبرة ) وإياكم والغلول فأنه عار على صاحبه يوم القيامة ) .
عن أبي هريرة  ـ رضي الله عنه  ـ قال:
" افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة، إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ، ثم انصـرفنا مع رسول الله  ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  إلى وادي القُرى ومعه عبد له يقال له مِدْعَم، .. فبينما هو يحطُّ رحْلَ رسول الله  ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  إذ جاءه سهمٌ حتى أصاب ذلك العبد ، فقال الناس: هنيئا له الشهادة. فقال رسول الله  ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ :  ( بل والذي نفسـي بيده إن الشملة ـ تشبه الكوفية اليوم أو اللفحة ـ التي أصابها يوم خيبر من المغانم ولم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا)  فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي  ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  بشـراك أو بشـراكين،  فقال :  هذا شيء كنت أصبته .  فقال رسول الله  ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  :  شراك أو شراكان من نار ) والشراك سير النعل على ظهر القدم .
الكبيرة التي أصابها مدعم خادم النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ هي الغُلول  ، فما هو الغُلول ؟
في صحيح مسلم من حديث عدي بن عميرة قال سمعت رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  يقول:( من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطا ( إبرة ) فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة،  ومن استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول ) .  
الغلول هو أن يأخذ الإنسان من الأموال العامة ما ليس له ، أو يسخر أدوات وظيفته أو نفوذه لنفع نفسه وقرابته ، لا لخدمة الناس وهو ما أجلس على كرسيه إلا لأجلهم ، وهذا من الظلم العظيم ، الذي يجر المجتمع إلى فساد عريض ، وصاحبه متوعد بالعقوبة الشديدة في الكتاب والسنة.
فمن غلَّ شيئا لا حق له فيه دون المسلمين، جاء يحمله على ظهره يوم القيامة ليحاسب عليه .
فإذا كان الغال يؤاخذ بسير النعل الذي لا يساوي شيئا فكيف بالمليارات  ؟!
 فيا ويل من استحلوا الأموال العظيمة بمجرد وصولهم إليها، وائتمانهم عليها، ويلهم، ماذا سيحملون يوم القيامة من أوزار تقصم ظهورهم ؟ وما جوابهم لربهم حين يسألهم ؛ إذا كان سبحانه قد عذب أشخاصا في قبورهم في شملة وعباءة  وسير نعل ، فما أعظم الأمر وقد تساهل الناس به ، وما أكثر الواقعين فيه !!
والنبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  لم يُصلِّ على صاحب الغلول ، مع أنه ما غلَّ إلا شيئا يسيرا لا يكاد يذكر ؛ كما في حديث زيد بن خالد الجهني ـ رضي الله عنه  ـ عن قصة أخرى  قال :
( إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله ، ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزا من خرز اليهود ما يساوي درهمين )  { رواه أحمد . .}  
و لقد كان المسك يُوزن بين يدي عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ فيأخذ بأنفه حتى لا تصيبه الرائحة ، فقال له رجل من أصحابه: يا أمير المؤمنين، ما ضرك إن وجدت ريحه؟  فقال ـ رحمه الله تعالى ـ : وهل ينتفع من هذا إلا بريحه؟!  
في زمن الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  كان المال العام يتمثل بالغنائم أولا،  ثم أضيف إلى ذلك الزكاة لاحقاً، أما اليوم فان المال العام هو أموال الضـرائب و المعادن و الأراضي المملوكة للدولة، و أموال وأصول الأوقاف و الوظيفة العامة، و كل ما هو مملوك للمجتمع أو لمجموعة منه، و الغلول في هذه الحالة هو تصرف من أؤتمن على ذلك بها على نحو يخالف الأغراض المخصصة لها ، بما في ذلك اقتطاعها لنفسه آو أقاربه أو معارفه أو غير ذلك من الممارسة التي لا تتفق مع ما حدد له، و يدخل في ذلك الرشوة والمحسوبية و المحاباة الحزبية و غير ذلك من الممارسات.
نسال الله العفو والعافية ، فالغلول اليوم عند الناس شطارة ومهارة  في التغيب عن الوظائف بحجة وبلا حجة  ، وحدث ولا حرج عن استخدام الأموال العامة واستغلال النفوذ ..