الجمعة، 27 يوليو 2012

موعظة من بلدي .. !!



خلال الثورة  الفلسطينية الكبرى والإضراب الكبير الذي بدأ عام 1936 شارك أهالي كفرمالك في حماية الثوار وإيوائهم وتقديم المساعدات لهم ، أثار هذا قوات الانجليز ، فانتقموا من الأهالي شـر انتقام ، وأذاقوهم عسف الاحتلال ، و في عام 1938 اشتد هجوم وعسف الإنجليز ضد القرية ، ففي تلك السنة حدثت تطويقتان ، واعتقل العشرات ، واستشهد رجلان من الأهالي على يد فرسان الانجليز  .
وفي ذات العام  اتهم الحاج عبد العزيز أبو محمد  بالتعاون مع المجاهدين ، وصدر قرار بهدم بيته ، وضعوا المتفجرات في البيت ونسفوه ، بعد الانفجار  ، اكتشف الأهالي أن الانفجار كان قويا ، وهدم بعض البيوت المجاورة ، ولكن شيئا غريبا شاهدوه بأم أعينهم ، الجدار الغربي للبيت بقي واقفا ولم يسقط رغم شدة الانفجار . . 
انتشر خبر نسف البيت واعتقال صاحبه ، وبلغ مسامع  زوجة عبد العزيز أبو محمد  التي كانت في عين سامية ، وعادت إلى القرية على جناح السرعة ، وقد سمعت أخبارا لا تسر عن زوجها وبيتها ، وعندما وصلت ، وجدت أهالي البلد في نواح وضجيج حول البيت المنسوف ، والبيت عند الفلاحين يعني الأمان والسكن ، وجدت البيت الذي يضرب الناس به المثل ذلك الوقت لاتساعه وجماله منسوفا ، والمفاجأة كانت أن ثلاث واجهات واقعة على الأرض ، ولكن الواجهة الغربية كانت واقفة لم تسقط ، وهذا عجيب ، فكيف تسقط جدران البيوت المجاورة ، ويبقى الجدار الغربي واقفا في البيت لم يسقط ، لا شك أن هناك شيئا حفظ الجدار ، وعندما شاهدت المنظر ، بدأت تزغرد بأعلى صوتها ،  استغرب الناس منها وظنوا أن صواب عقلها طار ، بيتها منسوف ، وزوجها مسجون ، والمرأة تزغرد ، فقالت لهم : " أزغرد لأن ربنا حمى الأمانة ، وما فضحنا مع الناس  "  .
وطلبت سُلّمما ، ووضعته على الواجهة الصامدة ، وأخرجت من طاقة في الجدار ثلاث علب معدنية ، فيها ذهب وأمانات لناس من القرى المجاورة ، كانوا قد أودعوها عند الحج عبد العزيز. فسبحان الله خير الحافظين حفظ الأمانة، لأن حفظ الأمانة أعظم شيء عند الله ، وعندما تضيع لا يبالي رب العالمين بزوال الأرض والسماوات ..
وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ^ قَالَ: ( مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا ، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا ، أَتْلَفَهُ اللهُ )  
وإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة  ….

ليست هناك تعليقات: