الاثنين، 9 يوليو 2012

عمكم الكذاب


ـ  10   ـ

عمكم الكذاب

كثبرا ما نسمع شخصا يقول : جربني فقط وسترى ما أفعل ..
أو يقول : لو أن لي مثل مال فلان لفعلت كذا وكذا ..
أو لو  أني تعرضت لمثل ما مرَّ بك لصبرت وما سقطت مثل سقوطك ..
أبو الحسن سمنون بن حمزة الخواص توفي سنة  910 م صوفي شاعر، كان معاصروه يلقبونه بسمنون المحب، وذلك لأنه كان ينسج غزلياته وينظم مشعره في محبة الله تعالى، عاش في بغداد وصحب جلَّ مشايخها  وأكابر صالحيها، كان سمنون ينسج في المحبة الالهية غزلياته حتى أصبح معروفاً بتخصصه في المحبة، متفرداً في الحديث عنها بلسان العاشق، لدرجة أنه اختص باسم "المحب" دون سائر شعراء الصوفية ممن عاصروه. كما أنهم وصفوا كلامه بأنه أحسن كلام، ولكن "سمنون المحب" لم يكن لقب شاعرنا الوحيد، فهناك لقب آخر أطلقه هو على نفسه هو "سمنون الكذاب" ووراء ذلك قصة يرويها المؤرخون، وتبدأ ببيتين من الشعر أنشدهما سمنون يوما يطلب من الله امتحان إيمانه على النحو التالي:
وليس لي سواك حظٌ
إن كان يرجو سواكَ قلبي

فكيفما شئت فامتحنِّي
لا نلتُ سُؤلي ولا التمنِّي
ويقال أنه لم يكد ينشد بيتيه هذين، حتى ابتلي باحتباس البول وذاك هو الامتحان، وأخذ يتلوَّى من الألم، ويدور في الكتاتيب، يرجوا الصبية أن يدعوا الله أن يعجل بشفائه قائلاً: ادعوا لعمكم الكذاب، اشارة إلى تراجعه عما قاله في بيتيه، وإظهاره للجزع، والتأدب بآداب العبودية. وعندما أطلق بوله قال: يا رب تبت إليك ، أي تبت عن طلب الامتحان .
قال رَسُولَ اللَّهِ -^ - : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُ فَاصْبِرُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " .

ليست هناك تعليقات: