الاثنين، 9 يوليو 2012

عند القبر نسيت الفاتحة .. !!



  

تأتي جنازة للمسجد ، ويدعو الإمام الناس للصلاة عليها ، كسبا لأجر فرض الكفاية ،  يصدف أن تكون الجنازة لرجل تعرف يقينا أنه كان ينكر البعث والنشور ، بل كان يستهزئ بعذاب القبر  والجنّة والنار ، تعرف ذلك يقينا لأنه لم يخجل أن يصرح بذلك أمامك ، فسمعت أذنك ورأت عينك ، ولا مجال للشك ، وذلك آخر عهدك به ، فما العمل ؟
وعبر التاريخ هناك هوية للقبر واسم للمقبرة ، فنعرف أن هذا قبر كنعاني ، وأن هذا قبر روماني ، وأن هذه مقبرة يهودية أو نصرانية أو إسلامية ، فلكل قبر رموزه وشعاراته وطريقة دفن تدل على هوية صاحبه . ولكن قد تزور قبرا بل ضريحا ضخما فخما ، ولا يوجد أي إشارة إسلامية تدل على دين صاحبه ، فهل نسلّم عليه ، وندعو له ونقرأ له الفاتحة ؟

جاء في كتاب "الطبقات السنية في تراجم الحنفية": حدث بعض الثقات، أنه لما مات بشـر المريسي ، رجل في دينه مقال ، لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيري، فلما رجع من جنازته أقبل عليه أهل السنة والجماعة، وقالوا: يا عدو الله تنتحل السنة، وتشهد جنازة المريسي؟ قال: أنظروني حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت بها من الخير ما رجوت في شهود جنازته، لما وضع في موضع الجنائز، قمت في الصف، فقلت: اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك الكريم يوم ينظر إليك المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم، فعذبه اليوم في قبره عذابًا لم تعذبه أحدا من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحدًا من خلقك يوم القيامة. فسكتوا عنه، وضحكوا.

ليست هناك تعليقات: