الاثنين، 9 يوليو 2012

الصيام والحرّ


اسم رمضان مشتق من الرمضاء وهي شدة الحرّ ، وفي الأخبار غالبا ما نجد الصيام مقترنا بالعطش الشديد ، فيقولون أظمأت نهاري ، وأحييت ليلي كناية عن الصيام والقيام ، وأول ما يقول الصائم عند الإفطار ابتلت العروق ، وذهب الظمأ ، وثبت الأجر ، وكأن أجر الصيام متعلق بالظمأ وجفاف العروق ، وكان السابقون يسمون الصيام في اليوم الحار صيام الهواجر وهي الأيام شديدة الحرارة البعيد ما بين طرفيها ، ذلك الصيام الذي كان دأب السابقين من الأبرار والصلحين ، يقول أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ : " لقد رأيتنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحرّ ، ،وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحرّ ، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله وعبد الله بن رواحة . ووصى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عند موته ابنه عبد الله : عليك بخصال الإيمان وسمّى أولها الصوم في شدة الحرِّ في الصيف ، وكانت إحدى الصالحات تتوخى أشد الأيام حرارة فتصومه ، فتلام في ذلك ، فترد عليهم : السعر إذا رخص اشتراه كل أحد ، تشير إلى أنها تؤثر العمل الذي لا يقدر عليه إلا القليل من الناس لشدته عليهم ، وهذا من علو الهمة في الصيام .
وكان ابو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ يقول : " صوموا يوما شديداً حرُّه ليوم النشور ، وصلّوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور " .
ولن شدة العطش هي أشد ما يجد الصائم ولا يكون ذلك إلا في اليوم الشديد الحرارة ، كان جزاء الصائمين عند الله تعالى أن يدخلوا الجنة من باب الريان ، فإذا دخلوه أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه أحد غيرهم .
لعلنا نستطيع أن نلخص العلاقة بين الصيام والعطش بمعادلة من الدرجة الأولى مفادها :
درجة الصيام  = درجة العطش التي أصابته في نهاره .
ربنا ارفع درجاتنا ، وتقبل طاعاتنا ، واغفر لنا ولوالدينا ..

ليست هناك تعليقات: