الاثنين، 9 يوليو 2012

صفيّة ..أو الرؤيا الصافية


ـ  13  ـ

صفيّة ..أو الرؤيا الصافية

زواج الرسول -^ - من أم المؤمنين صفية بنت حيي بن الأخطب زعيم بني النضير،  حيّر المشككين  بالإسلام ، فكيف تتزوج امرأة من رجل قتل أباها وأخاها  وزوجها وكثيرا من قومها ، ثم تكون أخلص النساء  له ؟!
قالت صفية بنت حيي في وجع النبي -^ -  الذي توفي به : والله يا نبي الله لوددت أن الذي بكَ بي. فغمزها أزواجه; فَأبْصَـرَهُنَّ. فقال: "مَضْمَضْنَ". قُلْنَ: من أي شيء؟ قال: "مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِهَا، وَاللهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ".  
قالت صفيّة : لم يكن أحد من أبي وعمي أحب إليهما مني، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إلا أخذاني دونه، فلما قدم -^ -  قباء   غدا إليه أبي وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فوالله ما جاآنا إلا مع مغيب الشمس. فجاآنا فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا، فهششت إليهما كما كنت أصنع فوالله ما نظر إلي واحد منهما، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟!
قال: نعم والله ! قال: تعرفه بنعته وصفته؟
قال : نعم والله ! قال: فماذا في نفسك منه؟  قال: عداوته والله ما بقيت .
وقد رأت صفية رضي الله عنها في منامها كأن قمر السماء قد سقط في حجرها ، فقصت رؤياها على ابن عمها فلطم وجهها ، وقال: أتتمنين ملك يثرب أن يصير بعلك ؟!
فما كان إلا مجيء رسول الله   -^ -  وحصاره إياهم، وأُخذت هي مع الأسرى، فاصطفاها الرسول -^ - لنفسه، وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً لها: (اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك)، فقالت: " يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني، حيث صرت إلى رحلك ، وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي ". ثم إن النبي -^ - أعتقها وتزوّجها، وجعل عتقها صداقها

ليست هناك تعليقات: