الجمعة، 27 يوليو 2012

عيد العلماء عند فساد الزمان .. !!


يقول الشيخ الطحان: ذكر لي بعض إخواننا عن شيخنا الصالح عبد الرحمن زين العابدين قصة عن شيخ الإسلام الشيخ مصطفى صبري، عليه رحمة الله (توفي سنة 1373هـ)، وكان شيخ الإسلام والمسلمين في آخر خلافة إسلامية انقضت، وهاجر من تركيا بعد سيطرة الكماليين عليها.هاجر إلى بلاد الشام ثم إلى مصـر وعاش غريبًا فريدًا حتى لقي ربه.
وعندما كان في بيروت جاءه بعض أصحابه ليسأله، وهو في الحقيقة يريد أن يعطيه، فجاءه في ليلة عيد الفطر ،وقال: تعلم أنني صاحب مكانة ووجاهة ، وجئت إلى هنا مهاجرًا، وسيدخل علي العيد ، وليس عندي شيء، فأريد أن تعطيني خمس ليرات ذهبية لأتوسع بها في يوم العيد ، وأصون وجهي أمام الناس.
يقول هذا الشخص: نظرت إلى الشيخ وقد احمرَّ وجهه،  وبدأت الدموع تسيل من عينيه كالمطر وهو يلتوي كالحية.
فقلت: أخبرني ماذا عندك، لم تفعل هكذا؟
فقال: يفرج الله. قلت: علمت حالك.
فقال الشيخ: سترنا الله في الدنيا، ونسأله أن يسترنا في الآخرة؛ والله ما عندي شيء أتعشاه في هذه الليلة فضلًا عن شيء أفطر به يوم العيد.
فقال: ما جئت لأسألك؛ أنا عندي عشر ليرات ذهبية ،وعلمت أنه سيدخل عليك العيد وهذا حالك بقرائن الأحوال، أتابعك من أيام.. وهذه خمس ليرات، نقسم العشـرة بيني وبينك.
فقال الشيخ: لا آخذها.
قلت: ولله إن لم تأخذها قتلت نفسـي ، وأخرج مسدسًا ووضعه على جبينه، أنت شيخ الإسلام ويدخل عليك العيد، وما عندك طعام تأكله؟!
يقول: حتى أخذها. وقلت له ليسهل عليه الأخذ: هي قرض ليست هدية؛ فإذا أيسـرت تُردّ، وإلا فالله يسامحك".

ليست هناك تعليقات: