الاثنين، 23 يوليو 2012

نهاية مجادل ..



هناك جدال حق مثل مجادلة  خولة للرسول -^ - ، التي سمع الله قولها ، وهناك جدال باطل يخزي الله صاحبه ويضله ويعميه ويجعله يوم القيامة من الخاسرين:   } وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ  {  { الحج : 8،9 }    ، وقال -^ - :  " ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع"  .  أبو داود وصححه الألباني.  

أورد ابن خلكان ـ  رحمه الله ـ  في "وفيات الأعيان"، في ترجمة يوسف بن أيوب الحمداني، أنه كان عبدًا صالحًا محبوبًا من الناس، فبينما هو ذات يوم في درسه، إذ قام رجل من الصالحين ظاهرًا، يقال له ابن السقاء، وكان يحفظ القرآن وعنده شيء من الفقه، فقام ذلك الرجل يسأله مسائل يريد بها أن يسيء الأمر في حلقته ، ويشغب عليه وجموع الناس حوله، فلما أكثر عليه قال يوسف بن أيوب لابن السقاء: اجلس فإني والله لأشم من كلامك رائحة الكفر، وأظنك ستموت على غير ملة الإسلام.
فمضت أيام قدم فيها وفد من ملك الروم إلى الخليفة، فلما خرج الوفد عائدًا إلى القسطنطينية، تبعه ابن السقاء ، وذهب معه واستقر به الأمر في تلك المدينة، فما لبث فيها أيامًا حتى بدّل دينه   والعياذ بالله ـ وأعجبه ما عليه النصارى من دين، وخرج من ملة الإسلام، فبقي فيها وكان يحفظ القرآن، ثم قدر لرجل من أهل بغداد أن يذهب إلى تلك البلدة لتجارة له فوجده مريضًا على دكةٍ وفي يده مروحة يذب بها الذباب عن نفسه، فقال له: يا ابن السقاء،  إني كنت أعهد أنك تحفظ القرآن فهل بقي من القرآن في صدرك شيء؟ قال: لا، ولا آية، إلا آية واحدة: } رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ{ {الحجر: 2} .

ليست هناك تعليقات: