الاثنين، 23 يوليو 2012

الهم المزدوج .. !!

قرينان في الهمّ    .. !!   
كان للرسول -^ -  دعوات لا يدعهن منها :
عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -^ -   : ( يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ) .
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في تفسيره القيم:
فاستعاذ من ثمانية أشياء كل اثنين منها قرينان:فالهمُّ والحزن قرينان،  وهما من آلام الروح ومعذباتها والفرق بينهما: أن الهم توقع الشـر في المستقبل والحزن التألم على حصول المكروه في الماضي أو فوات المحبوب ، وكلاهما مؤلم، وعذاب يرد على الروح فإن تعلق بالماضي سُمي حزنا وإن تعلق بالمستقبل سمي همًّا.
والعجز والكسل قرينان ، وهما من أسباب الألم لأنهما يستلزمان فوات المحبوب ، فالعجز يستلزم عدم القدرة ، والكسل يستلزم عدم إرادته ، فتتألم الروح لفواته بحسب تعلقها به والتذاذها بإدراكه لو حصل.
والجبن والبخل قرينان، لأنهما عدم النفع بالمال والبدن ، وهما من أسباب الألم لأن الجبان تفوته محبوبات ومفرحات وملذوذات عظيمة لا تنال إلا بالبذل والشجاعة،  والبخل يحول بينه دونها أيضا فهذان الخلقان من أعظم أسباب الآلام.
وضلع وقهر الرجال قرينان ، وهما مؤلمان للنفس معذبان لها أحدهما قهر بحق وهو ضلع الدين ـ والمراد به هنا ثقل الدين وشدته وذلك حيث لا يجد من عليه الدين وفاء ولا سيما مع المطالبة ـ  والثاني قهر بباطل وهو غلبة الرجال وأيضا فضلع الدين قهر بسبب من العبد في الغالب وغلبة الرجال قهر بغير اختياره.
وعَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -   أَكْثَرَ مَا يَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ مَا تَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ قَالَ ‏"‏ إِنَّهُ مَنْ غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ ‏"‏ ‏.

ليست هناك تعليقات: