الأحد، 15 يوليو 2012

نعمت البنات

  

قال الله تعالى محذرا من فتنة الأهل :
 : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ %  إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ  { { التغابن : 14-15 }
جاء في كتاب سير الأعلام هذه الخبر عن أبي الحسين عاصم بن علي المتوفى عام 221 هـ .
كان عاصم إماما في زمانه حافظا صدوقا حدّث عنه البخاري ، وكان مجلس علمه في ساحة مسجد الرصافة عامرا حاشدا ، ووصف بأنه مجلس خير يَغيظ الكفار ، وكان عاصم ممن ذبَّ عن الدين في المحنة .
يقول محمد بن سويد الطحان أحد أصحاب الشيخ وكبار المحدثين :
كنا عند عاصم بن علي ومعنا أبو عبيد ، وإبراهيم  بن أبي الليث وجماعة ، وأحمد بن حنبل يُضـرب ، فجعل عاصم يقول : ألا رجل يقوم معي ، فنأتي هذا الرجل ، فنكلمه ؟ ( يقصد نذهب للخليفة وننهاه عما يفعل ) فلم  يجيبه أحد.  ثم قال ابن أبي الليث : أنا أقوم معك يا أبا الحسين ، فقال عاصم من لحظته : يا غلام : خُفّي.
هنا تردد  ابن أبي الليث وطلب منه مهلة لكي يودع بناته وقال : يا أبا الحسين أبلغ إلى بناتي ، فأوصيهن. فظننا أنه ذهب يتكفن ويتحنط ، ثم جاء ، فقال : إني ذهبت إليهن ، فبكين . فأحجما عن الذهاب .
 وسمعتْ ابنتا عاصم بما حدث ، وكانتا في مدينة واسط ، فأرسلتا كتابا إليه مفاده :  يا أبانا ، إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل ، فضربه على أن يقول : القرآن مخلوق ، فاتق الله ، ولا تجبه ، فو الله لأن يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا أنك أجبت .

ليست هناك تعليقات: