الاثنين، 23 يوليو 2012

لا تنسَ فضل الله ..









تأمل قول الله تعالى : }إمَّا شاكراً وإمَّا كفوراً  {ولم يقل: ( إما شاكراً وإما كافراً )، أو لم يقل: ( إما شكوراً وإما كفوراً  ) ؟! الأصل أن الله عز وجل أرادنا أن نكون: إما شكوراً، أي كثيري الشكر، لكن الواقع أيضاً أسفر عن أن هذا الإنسان حينما يشكر يشكر قليلاً، ولكن حينما يكفر يكفر كثيراً، ولذلك قال الله في آية أخرى: }  وقليلٌ مِنْ عِبَادِيَ الَّشكور { .
  إن الإنسان الشاكر قليل، بينما الإنسان الكفور كثير، والإنسان الشاكر هو قليل من حيث العدد ، ومن حيث النوعية أيضاً. فنحن بحسب الظاهر نشكر الله، ولكن هذا الشكر حتى من حيث النوعية قليل وضعيف، ومن حيث العدد أيضاً قليل وضعيف. فأنت في الغالب لا تستحضر نعمة ربك عليك، بل بالعكس أنت تستحضر ما منعه الله عنك.
النبي دانيال من أنبياء بني إسرائيل  ، كان ممن تم أسرهم ونقلهم إلى العراق إبان السبي البابلي لبيت المقدس وتدميرها على زمن نبوخذ نصـر.كان البابليون يبقون عليه حيّا لأنهم كان يتمطرون به، إذ أنه كلما أخرجوا جسده للعراء تمطر السماء ، فكانوا يعتبرونها علامه مقدسة شريفة بينهم.عندما تم أسر دانيال ونقله إلى بلاد مابين النهرين في بابل هو ورجال بني إسرائيل كان الغرض من ذلك التسلية بهم اذ كان البابليين يحفرون حفرا كبيره،  و يضعون فيها رجلا من بني إسرائيل ، و يطلقون عليه اسدين - نمرين - ليأكلانه . وكانت هذه عادة البابليين بالتسلية . وهذا ما لم يحدث مع دانيال إذ أنهم عندما وضعوه في الحفرة و أطلقوا عليه الأسود قام الأسدان باللعب معه و التمسح به، و كأنما يطلبان العفو منه . وعندما حاول البابليون اعادة الكرة حدث نفس الأمر فعلموا أن هذا الرجل مبارك ، وأنه نبي و أكرموه و قدسوه
قال علماء تلك القرية فنقش دانيال صورته وصورة الأسدين يلحسانه في فص خاتمة، كي يذكرها ليل نهار ، ولكي  لا ينسى نعمة الله عليه في ذلك .

ليست هناك تعليقات: