الجمعة، 27 يوليو 2012

رب ذنب يدخلك الجنة .. !!

  

هناك صفة تلازم أغلب الناس ، و الفاشلون منهم خاصة،  فتراه يقص عليك قصة كان فيها شهما أو بطلا أو صاحب فضل ، ويظل يعيد ذات القصة لكل إنسان وفي كل مناسبة ، ويزيد عليها ، ولكنك نادرا ما تجد شخصا يعيد قصة كان فيها مخطئا أو جبانا أو مقصـرا ، وإذا ذكرها غيره أمامه  عبس وبسر وغضب وأنكر ، ولكن هل هذا هو منهج طالبي جنة الرحمن ؟!!
جاء في كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب قال ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله  ـ  :
" قَدْ يَعْمَلْ العَبْد ذَنبآً فَيَدْخُل بِهْ الجنَّة.. ويَعْمَلْ آلطَّآعَة فَيدْخُل بهَآ النَّآرْ !!
قَآلُوآ: وكَيْفَ ذَلِكْ ؟
قَآلْ: يَعْمَل آلذَّنبْ فَلَآ يَزَآلُ يَذْكُرْ ذَنْبَهُ .. فيُحْدِثْ لَه إنْكِسَآرآً وذُلَّآً ونَدمآً.. ويَكُونْ ذَلِك سَبَبْ نجَآتِه.. ويَعْمَلْ آلحسَنَة.. فَلَآ تَزَآلُ نَصْبَ عَيْنَيْه.. كُلَّمَآ ذَكَرْهَآ أوْرَثَتْهُ عَجَبآً وَ كِبرآً ومِنَّة.. فَتَكُون سَبَبَ هَلَآكِه..  ورُوِيَ عَنِ آلإمَآمْ مَآلِكْ أنَّه كَآنْ يَقُولْ:
( لَآ تَنْظُرُوآ فيْ ذُنُوبِ آلنَّآسْ كَأنَّكُمْ أرْبَآبْ وَأنْظُرُوآ إلى ذُنُوبِكُمْ كَأنَّكُمْ عَبِيدْ فَأرْحمُوآ أهْلْ آلبَلَآءْ ، وَأحمِدُوآ آلله عَلَى آلعَآفِيَة )
ما أروع ما قاله ابن القيم في هذا المقام: ..  وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما،
خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا. فإن المعجب لا يصعد له عمل. وإنك أن تضحك وأنت معترِف؛ خير من أن تبكي وأنت مُدلٌّ،  وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدلين (
وقد روي عن علي ـ رضي الله عنه ـ  أنه قال: سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك.
وقد لخص ابن عطاء ذلك في حكمه : " ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول. وربما قضى عليك بالذنب، فكان سببا في الوصول،  معصية أورثت ذلا  وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا " . .

ليست هناك تعليقات: