الجمعة، 27 يوليو 2012

أشد الناس حسرة .. !!

  . ..    
قال الحق سبحانه وتعالى في سورة مريم :
}  وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ  {{ مريم : 39 }
من أشد الناس حسرة يوم القيامة ؟
قال القرطبي في التذكرة رداً على هذا السؤال ما نصه، عن أبي الفرج ابن الجوزي قال: قال بعض العلماء: أشد الناس حسرة يوم القيامة، رجل ملك عبداً فعلمه شرائع الإسلام فأطاع وأحسن وعصى السيد، فإذا كان يوم القيامة أُمر بالعبد إلى الجنة، وأُمر بسيده إلى النار، فيقول عند ذلك: واحسرتاه واغبناه، أما هذا عبدي؟ أما كنت قادراً على جميع ما له، فما له سعد ومالي شقيت؟! فيناديه الملك الموكل به: لأنه تأدب، وما تأدبت، وأحسن، وأسأت.
ورجل كسب مالاً فعصى الله تعالى في جمعه ومنعه، ولم يقدمه بين يديه حتى صار إلى وارثه، فأحسن في إنفاقه وأطاع الله سبحانه في إخراجه وقدمه بين يديه، فإذا كان يوم القيامة أُمر بالوارث إلى الجنة، وأُمر بصاحب المال إلى النار، فيقول: واحسـرتاه، واغبناه.. أما هذا مالي؟! فيناديه الملك الموكل به لأنه أطاع الله، وما أطعت، وأنفق لوجهه وما أنفقت، فسعد وشقيت.
ورجل علم قوماً ووعظهم، فعملوا بقوله ولم يعمل، فإذا كان يوم القيامة أُمر بهم إلى الجنة، وأُمر به إلى النار، فيقول: واحسرتاه، واغبناه، أما هذا علمي؟ فما لهم فازوا به وما فزت؟ وسلموا وما سلمت؟ فيناديه الملك الموكل به: لأنهم عملوا بما قلت وما عملت، فسعدوا وشقيت.
وقال سفيان بن عينية: كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة: رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملا منه ، ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه ،ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلمه غيره فانتفع به .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، واجعله الوارث منّـا ..

ليست هناك تعليقات: