الاثنين، 23 يوليو 2012

السيئات الجاريات . ..

 

يقول الله - سبحانه وتعالى ـ ]:  إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ } [يس:12 }
الناس بعد الممات ينقسمون قسمين، باعتبار جريان الحسنات والسيِّئات عليهم:
قسم يَموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السَّواء، فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدُّنيا.وقسم يَموت وتبقى آثارُ أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه ..
كثيرٌ من النَّاس يغفلون عن مسألة السيِّئات الجارية وخطورة شأنِها؛ لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها، فإنَّها تنتهي بموته، ولا يَمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تبقى وتجري عليه، وفي ذلك يقول أبو حامد الغزالي : " طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يَموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يُعذَّب بها في قبره، ويُسْأل عنها إلى آخر انقراضها"
وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ محذِّرة من هذا النوع من السيئات؛ منها قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم ـ  : ( مَن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تَبِعَه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»؛ وفي رواية: «ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عَمِلَ بها من بعده من غير أنْ ينقص من أوزارهم شيء ) .
وبما أنَّنا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائلُ الاتِّصالات، ونقل المعلومات، وصارت الرسائل تحفظ ، وأهم السيئات الجارية أن ترسل رسالة نصية إلى قناة فضائية تتضمن حراما ، أو تنشـر صورة أو معلومة معادية للدين على الانترنت ، وغيرها من الأعمال التي تحفظ وتنتقل من يد إلى يد ومن جيل إلى جيل ، فاعلموا أيها الأخوة ، أن أوسع أبواب الحسنات الجاريات أو السيئات الجاريات هي في أيامنا هذه الحواسيب والهواتف التي نحملها ، ونسجل عليها أشياء قد تستمر آلاف السنين بعد موتنا ، فالحذر الحذر ، يا عباد الله .  

ليست هناك تعليقات: