الاثنين، 9 يوليو 2012

الفأر يستضيف الجمل ..



    

جاء يصلي التروايح  ، تأخر في بيته  حتى أقيمت صلاة فرض العشاء ، وقف أمام باب المسجد قام باتصال مهم وضروري ، ختم المكالمة، وترك الهاتف مفتوحا،  ودخل المسجد مسرعا ، نوى صلاة جماعة أدرك منها الركعة الأخيرة .. وقف يكمل صلاة الفرض ، لم يعرف كم ركعة صلى وكم ركعة أضاع ، لم يصلِّ ركعتي السنة ، دخل في صلاة التراويح مباشرة ، قطع الركعة الأولى ليرى من يتصل به  ..
في الركعة الثانية ، مد يده ووضع الهاتف في وضع رجّاج .. استراح بعد أول ركعتين كي يرد على المكالمات الفائتة .. انشغل عن الاصغاء للموعظة بحديث مع جاره ..
استراح بعد أربع ركعات ليدخن سيجارة ..
سأله صديق ناصح : ما هكذا القيام والخشوع ؟
فقال : اسمها صلاة التراويح ،  لكي يعمل فيها كل شخص ما يريحه .. !!
يقول ابن الثيّم الجوزية : يحكى أنَ فأرا رأى جملا و اعجبته هيبته و ضخامته ،  و قرَر بينه و بين نفسه أن يصاحبه فخرا لكي يقال الجمل صديق الفأر، وهو مثله يصبر على الماء مثل الجمل وأكثر ،  و يأخذ الحظ لنفسه في أعين الناس .
و بينما هما يمشيان وصلا إلى بيت الفأر،  و كما نعلم هو جحر أو شق في جدار فنظر إلى بيته و احتار.. كيف يعزمه؟؟ هل يدخل و يتركه خارجا ؟؟ ام يقول له تفضَل و أين؟؟
المهم.. نظر إليه الجمل ، و فهمه فقرَر أن يعطيه درسا فقال:
" إما أن تحب بقدرك ، أو تبني بيتا بقدر من تحب"
قصة جميلة فيها عبر ومعاني عميقة ، يأخد كلٌّ منا منها ما يشاء .  
لكن ابن القيًم كانت له نظرة أخرى ..نظرة خاصة بعالم فقيه..قال:
"و كذا الصلاة.. فإما ان تصلي صلاة تليق برب العالمين أو تعبد  ربا يليق بصلاتك"
قال رسول -^ -  : ( اذكر الموت في صلاتك ، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريّ أن يحسن صلاته ، وصلّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها  ) . السلسلة الصحيحة للألباني

ليست هناك تعليقات: