الاثنين، 9 يوليو 2012

المناعة ضد الحرام


ـ  9  ـ

المناعة ضد الحرام   

بعض الناس تعود أن يشرب القهوة مرّة ، إذا جئته بقهوة  محلاة رفضها تلقائيا
وبعض الناس لم يبتلَ بالتدخين ، فإذا استنشقه سعل وأخرجه قبل أن يصل جوفه ..
 ولكن هل يمكن لبعض الناس أن يكون لديهم مناعة ضد  خبيث الطعام ، بحيث يرفضه إذا ما ذاقه او دخل جوفه لأنه حرام لا يحلُّ للجسد الطيّب ؟؟
 عمر بن الخطاب أرسل يوما غلامه ليأتيه بالحليب من إبله، فرجع فشـرب فاستنكر عمر طعم الحليب، وقال: من أين جئتني بهذا الحليب؟! قال: والله، أرسلتني إلى إبلك فوجدت الراعي قد أبعد بها، وأدركت إبل الصدقة في الطريق فحلبوا لي منها.
 وكذلك الصديق ، جاء غلام له بطعام، فأكل، فاستنكر الطعام فسأل: من أين جئتني بهذا الطعام؟ قال: تكهنت في أيام الجاهلية لرجل، وما أنا والله بكاهن، فلم آخذ منه شيئاً، فلقيني فأعطاني حلواني، فاشتريت لك به، وحلوان الكاهن لا يجوز، وكان هذا في الجاهلية، والإسلام يجبُّ ما قبله، ولكنه أخذ شيئاً بغير مقابل، وهو محرم، وما أدرى الصديق بحرمة هذا الطعام؟ أنها حساسية وشفافية النفس الزكيّة ، فيحس أن هذا الطعام طيب أم لا، لأن الجسم كله طيب، فلما أكل غير الطيب لم يتلاءم معه، وهذا مثل جهاز كهربائي لو وصلت إليه تياراً بقوة مائتين وعشرين فولتاً، وهو مصمم ومعد ليستقبل مائة وعشـرة (فولت)، ماذا يصير فيه؟ والجسم الذي نما وترعرع على الطيب صار كله طيباً، ولا يقبل إلا ما كان من جنسه.
وفي الحديث الصحيح: (كل جسم نبت من الحرام فالنار أولى به )، وفي قوله -^ -: ( غذِّي بالحرام) مسئولية كبرى على الآباء للأبناء، فليتق الله كل أب في أسرته، في أبنائه، فلا يطعمهم الحرام؛ لأنه إذا غذِّي بالحرام، كان هذا الجسم نابتاً بالحرام، فإذا كبر ودعا فقد لا يُستجاب له، فيحرم بذلك سبل التوفيق لرضوان الله تعالى .  

ليست هناك تعليقات: