آيــات السَّـكينة
|
في أشد المواقف التي مرّ بها المسلمون عند غزوة الأحزاب ، وقد اجتمعت عليهم العرب ، وخذلهم المنافقون والحلفاء ، كانوا يحفرون الخندق ويرتجزون كلمات عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
فأنزلن سكينةً علينا إن الأُلى قد بغوا علينا |
ولا تصدقنا ولا صلينا
وثبت الأقدام إن لاقينا وإن أرادوا فتنة أبينا |
في ذلك الموقف الذي بلغت فيه القلوب الحناجر ، كانوا يسألون الله تعالى أن ينزل السكينة عليهم ، لأن السكينة علامة على رضا الله عز وجل عن عباده، وهي سمة العلماء والأولياء، حيث يستقر اليقين، ويثمر الخشوع، ويتجلى الوقار، وتثبت الأقدام ، وقال الشيخ ابن سعدي: السكينة: " ما يجعله الله في القلوب وقت القلاقل والزلازل والمفظعات مما يثبتها، ويسكنها ويجعلها مطمئنة، وهي من نعم الله العظيمة على العباد " .
وقال ابن القيم – رحمه الله - «إن هذا الشيء الذي أنزله الله في قلب رسوله -^ - و قلوب عباده المؤمنين يشتمل على ثلاثة معان: النور والقوة والروح، وذكر له ثلاث ثمرات: وذكر له ثلاث ثمرات: سكون الخائف إليه، وتسلي الحزين والضجر به، واستكانة صاحب المعصية والجرأة على المخالفة والإباء إليه . و كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة ، و قد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه ، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه و طمأنينته ". وآيات السكينة في ستة مواقع :
الأول : قوله تعالى : } وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ { { البقرة:248}
الثاني : قوله تعالى : } ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ { { التوبة: 26 } . الثالث : قوله تعالى }: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا{ { التوبة: 40.}
الرابع : قوله تعالى : } هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ { { الفتح:4} .
الخامس : قوله تعالى : } لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا { { الفتح: 18}.
السادس : قوله تعالى : } إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ { { الفتح:26}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق