الاثنين، 9 يوليو 2012

عندما يكون الحاكم أعبد الناس .. .. !!



عندما يكون الحاكم أعبد الناس  .. .. !!   

يُعدُّ جامع (بايزيد) من أكبر وأفخم وأجمل الجوامع الموجودة في (اسطنبول) والساحة القريبة. أخذت اسمها منه فهي (ساحة بايزيد) وتقع جامعة اسطنبول بالقرب من هذا الجامع.
باني هذا الجامع هو : السلطان (بايزيد الثاني) (1447م 1512م) ابن السلطان (محمد الفاتح) ، وهو والد السلطان (سليم الأول) الملقب بـ (ياووز) ، أي هو جد السلطان سليمان القانوني.
كان هذا السلطان تقياً ورعاً ، والقصة التالية من كتاب  روائع من التاريخ العثماني ، لأورخان محمد علي ،  تشير إلى ذلك :
عندما أُكمل بناء جامع بايزيد وتم فرشه ، جاء يوم افتتاحه بالصلاة فيه ، ولكن من سيقوم بإمامة المصلين في هذه الصلاة ؟ أيؤم الناس الإمام المُعيَّن لهذا الجامع ؟ أم شيخ الإسلام ؟ أم أحد العلماء المعروفين ؟ لم يكن أحد يعلم ذلك ، وكان الجميع في انتظار من يتقدم إلى الإمامة.
عندما اصطفت الصفوف وقف إمام الجامع وتوجَّه إلى المصلين قائلاً لهم : ليتقدم للإمامة من لم يضطر طوال حياته لقضاء صلاة فرض ، أي : من صلى الصلوات الفرض في أوقاتها طوال حياته.
دهش الحاضرون من هذا الشـرط ، وبدأ بعضهم يتطلع لبعض ، وبعد انتظار دقيقة ، أو دقيقتين شاهد المصلون السلطان (بايزيد الثاني) وهو يتقدم للإمامة بكل هدوء ، ثم يكبر لصلاة الجماعة بكل خشوع.
أجل كان السلطان هو الشخص الوحيد من بين الحاضرين الذي لم تفته أبداً أي صلاة من صلوات الفرض ، ثم يكبر لصلاة من صلوات الفرض ، لذا لقبه الشعب بـ (السلطان الولي).
خليفة أكبر وأعظم دولة في التاريخ رغم انشغاله الدائم ، لم تفته الصلاة يوما ، فما حجتنا نحن الذين نبحث عن وسيلة لقتل الفراغ ؟! 

ليست هناك تعليقات: