إذا قال أحدهم : أنا لا يهمني الناس ، ولا رأي الناس .
فقل له : لو كنت صاحب رسالة لأهمك الناس ، ورأيهم ، لأنهم المقصودون بالرسالة .
لما وقع الخلاف بين المهاجر والانصاري وتدافع الطرفان ، وقف ابن سلول يقول : يا بني الأوس، يا بني الخزرج ، عليكم صاحبكم وحليفكم ، ثم قال: والله ما مثلنا ومَثَل محمد إلا كما قال القائل: «سَمّن كلبك يأكلك» ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذل ، فسعى بها بعضهم إلى نبيّ الله -^ - ، فقال عمر: يا نبيّ الله مُر معاذ بن جبل أن يضـرب عنق هذا المنافق ، فقال: « لا يتحدّثُ النّاسُ أنّ مُحَمّدا يَقْتُلُ أصحَابَهُ ».
وقعد المهدى قعودا عاما للناس فدخل رجل ، وفى يده نعل ملفوفة فى منديل ، فقال : يا أمير المؤمنين هذه نعل رسول الله -^ - قد أهديتها لك. فدفعها إليه ، فقبَّل المهدى باطنها ووضعها على عينيه ، وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم . فلما انصرف قال لجلسائه : أترون أنى أعلم أن رسول الله -^ - لم يرها فضلا عن أن يكون لبسها ، ولو كذبناه قال للناس : أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله -^ - فردها عليَّ ، وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى نصرة الضعيف على القوى وإن كان ظالما ، إشترينا لسانه، وقبلنا هديته وصدقنا قوله ، ورأينا الذى فعلناه أنجح وأرجح .
قيل أن ملكا من ملوك الفرس قرب إليه طباخه طعاما قوقعت منه نقطة على المائدة ، فأعرض الملك إعراضا تحقق به الطباخ قتله ، فعمد الطباخ إلى الإناء فكفأه على المائدة، فقال الملك : ما حملك على ما فعلت ،و قد علمت أن سقوط النقطة أخطأت بها يدك ؟ قال : استحييت أن الناس تسمع عن الملك أنه استوجب قتلي، واستباح دمي مع قديم خدمتي و لزومي حرمته في نقطة واحدة أخطأت بها يدي ، فأردت أن يعظُم ذنبي ليحسن بالملك قتلي ، و يٌعذر في قتل من فعل مثل فعلي .. فعفا عنه و أمر بإجازته و وصله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق