الأحد، 15 يوليو 2012

من لطائف الشافعي




     

زيارة المريض تسمى عيادة ، لما يشترط فيها أن تعود على المريض وعلى الزائر بالخير ، وفي اللغة مأخوذة من العَوُد،  وهي الرجوع للشيء مرّة بعد مرّة ، والمرض قد يطول فتتكرر الزيارة.
من يعرف عن أجر زيارة المريض في الإسلام لا يتركها ، ولا يغفل عنها تحت أي ظرف ..
روي عن رسول الله -^ - أنه قال: يعيّر الله عزّ وجل عبداً من عباده يوم القيامة فيقول: " عبدي ما منعك إذا مرضت أن تعودني؟" فيقول: "سبحانك أنت رب العباد لا تألم ولا تمرض"، فيقول: "مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزّتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده، ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن، وأنا الرحمن الرحيم".
وعنه -^ - قال: " أيما مؤمن عاد مريضاً خاض في الرحمة ، فإذا قعد عنده استنقع فيها فإذا عاده غدوةً صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسي، وإن عاده عشيةً صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح " .
وروى مسلم: (حق المسلم على المسلم ست)، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا ستنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه).
وقد آخى الإمام الشافعي محمد بن عبد الحكم بمصـر، فمرض وعاده الشافعي، ثم مرض الشافعي فعاده محمدٌ هذا، فأنشد الشافعي رحمه الله:
مرض الحبيب فعدته
 فأتى الحبيب يعودني

فمرضت من حذري عليه
فشفيت من نظـري إليه

فيا لها من مشاعر أخوية ، ترقى بالمسلم قمم مكارم الأخلاق التي بعث الرسول -^ - ليتممها !!

ليست هناك تعليقات: