الاثنين، 9 يوليو 2012

أبلغ دروس الشعراوي ..



أبلغ دروس الشعراوي ..    

وكأن رسولنا الأمين الصادق الصدوق أحسَّ بهممة الشك التي ستخرج من أفواهنا ، أو بنظرة الريبة التي تلوح في أعيننا ، فأراد أن يقسم ، يقسم لأنه سيُعلمنا بحقائق خارجة عن منطق البشر  ، ولكنها منسجمة تماما مع منطق وحي السماء ..
  فكيف سيصدق صاحب عقل يربط الأشياء بأسبابها أن شيئا إذا أخذت منه لا ينقص ؟
وكيف سيصدق أن رجلا ظُلم ظلما واضحا ، فسكت وصبر فزاده الذلُّ عزّا ؟!
 وكيف سيصدق أن رجلا ذكيا أبدع طُرقا في كسب المال كان هذا الإبداع سببا في فقره ؟!  
أليست هذه المعادلات مقلوبة !
كان رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ ، :  مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا ، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا " . رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ
كان  الشعراوي في سيارته عائداً إلى المنزل بعد ان ألقى محاضرته اليومية حول تفسير معاني القرآن الكريم ، وحضرها علية القوم ورؤوسهم ، وجمع غفير معجب بالشيخ ، فجأة طلب الشعراوي من السائق أن يعود به إلى المسجد ، وأن ينتظره هناك ، طال انتظار سائق للشعراوي فشعر بالقلق عليه، لذلك قرر السائق دخول المسجد ليطمئن على أحوال الشيخ الجليل، بحث عنه في مختلف أنحاء المسجد فلم يجده ، فساوره القلق مرة أخرى، وفي النهاية نزل السائق إلى المغاسل ،  ولدهشته وجد الشيخ الشعراوي رافعاً جلبابه ينظف الحمامات، وعندما سأله السائق عن سبب قيامه بتنظيف المغاسل والمرافق الصحية أجاب الشيخ - رحمه الله - بأنه شعر بالخيلاء في لحظة ضعف بعد تقبيل الناس يده، فأراد ان يروِّض نفسه على التواضع ..  ومن تواضع لله رفعه ، اللهم ارفع درجته ، وانفعنا بمواعظه ، وتوفنا غير مفتونين .

ليست هناك تعليقات: