الاثنين، 9 يوليو 2012

نـتكامــل ولا نتفاضــل ..



    
بعد وفاة رسول الله -^ - قال أبو بكر : يا عمر، أبسط يدك لأبايعك، فقال عمر: أي أرض تقلُّني، وأي سماء تظلني إذا كنت أميراً على أناس فيهم أبو بكر ؟ أي هذا فوق طاقتي، قال له: يا عمر، أنت أقوى مني، قال: يا أبا بكر، أنت أفضل مني، قال له عمر: قوتي إلى فضلك.
هذا ما نحب أن نسميه منهج : نتكامل ولا نتفاضل .
وهو منهج غير منهج إبليس وأتباعه :  } أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ { .
هو منهج " الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا " . فيزيد المسلم بأخيه قوة وصلابة ، فيكتمل البناء . يرى العيب في أخيه فيصلحه : " المؤمن مرآة أخيه، إذا رأى فيه عيباً أصلحه". وفي حديث آخر عن أبي هريرة، عن النبي-^ - قال: " المؤمن مرآة أخيه، والمؤمن أخو المؤمن؛ يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه ". وفي الأثر المسلم للمسلم كاليدين تغسل إحداهما الأخرى .وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -^ -  قال: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة "  متفق عليه.
عن النبي  -^ -  قال: " من أكل بمسلم أكلة ؛ فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن كُسِيَ برجل مسلم، فإن الله عز وجل يكسوه من جهنم، ومن قام برجل مقام رياء وسمعة؛ فإن الله يقوم به مقام رياء وسمعة يوم القيامة".
قال الإمام الشافعي رحمه الله : من صدقَ في أخوة أخيه قَبِل علله ، و سدَّ خلله ، وغفر زللـه.
التكامل من الإسلام ، والتفاضل من الجاهلية ، تذكر كتب الحديث ان أبا ذر قال لبلال : يا ابن السوداء فأسرها بلال في نفسه ، ثم شكا
الأمر للنبي-^ -  فاستدعى أبا ذر وعنفه قائلاً : " أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤ فيك جاهلية "
التفاضل من  الجاهلية  ، والتكامل من الإسلام ، فاختر لنفسك منهاجا  .. 

ليست هناك تعليقات: