الجمعة، 27 يوليو 2012

غلام الذي نزلت فيه آيات .. !!


نزلت في سورة النور براءة السيدة عائشة أم المؤمنين من فوق سبع سموات ، فكان ذلك النزول رفعة لها إلى يوم الدين .
وفي سورة التوبة نزلت التوبة على الثلاثة الذين خلفوا ، فكان خير يوم لهم منذ ولدتهم أمهاتهم .
ولكن هل نزلت آية لتبرئ غلام حدث صغير ، ومن هو ؟
جاء في تفسير سورة المنافقين أن سبب نزول قوله تعالى : }  لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَة لَيُخْرِجَنّ الأعَزّ مِنْها الأذَلّ  .. { أن تلك عبارة قالها منافق عظيم النفاق هو عبد الله بن أبي ابن سلول  في رجلين اقتتلا  ، أحدهما غفاريّ ، والاَخر جُهَنِيّ ، فظهر الغفاريّ على الجُهنيّ ، وكان بين جُهينة والأنصار حلف، فقال: يا بني الأوس ، يا بني الخزرج ، عليكم صاحبكم وحليفكم ،  ثم قال: والله ما مثلنا ومَثَل محمد إلا كما قال القائل: «سَمّن كلبك يأكلك  ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ ، فسعى بها بعضهم إلى نبيّ الله-^ -   .
من هو الذي سمع هذا الكلام وأسرع به إلى النبي -^ -   خوفا عليه ؟
إنه غلام اسمه زيد بن الأرقم الخزرجي ، فأبلغ زيد بهذا الكلام عمه ، فذهب عمه إلى الرسول -^ -  فأخبره ، فدعاه الرسول -^ -   فأخبره بما سمع ، ولكن بعدها جاء  ابن سلول فحلف  للرسول -^ -   ولمن معه أنه لم يقلها ، ولم يكن من ذلك شيئا ، فصدقه رسول الله -^ - وكذَّب زيد ، وقال بعض من عند رسول الله -^ -   : لعل الغلام أخطأ ، ولا يعقل ما يقول .فقال له عمه : ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ، ومقتك !!
 فانطلق الغلام زيد كاسف البال مكسور الخاطر ، وقد كُذّب من الصحابة عند رسول الله -^ -   ونام في فراشه كما يفعل الأولاد إذا ما تعرضوا لإهانة .
 وظلّ زيد معتزلا في بيته ، حتى أنزل الله على نبيه سورة المنافقين ،  }  إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ  .. {  فدعا صحابته ، وقرأها عليهم  ، فتبادر أبو بكر وعمر إلى زيد ليبشـراه،  فسبق أبو بكر عمر فأقسم عمر ألا يبادره بعدها إلى شيء، وجاء النبي -^ - فأخذ بأذن زيد وقال: وَفَتْ أُذنكَ يا غُلامُ، إنَ اللّهَ تَبَارَكَ وَتَعالى قَد صدّقَكَ وَعَذَرَكَ» .
وما نعرفه عن هذا الغلام الذي نزل فيه القرآن أنه نشأ يتيما في حجر  الصحابي عبد الله بن رواحة
، خير مدرسة وخير مربٍ ، وأنه تقدم للقتال يوم أحد فرده الرسول-^ - لصغر سنّه . وأنه غزا مع الرسول -^ -  تسع عشرة عزوة ، كان أولها الخندق ..  وأنه روى عن رسول الله -^ -  أحاديث كثيرة منها ..  
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -   يَقُولُ : " اللَّهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْهَرَمِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ . اللَّهُمَّ ، آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا . اللَّهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا " . قَالَ زَيْدٌ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - ^ - يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُوهُنَّ . حديث صحيح .

ليست هناك تعليقات: