‏إظهار الرسائل ذات التسميات عظمة الرسول. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عظمة الرسول. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 15 مايو 2013

محاولة سرقة قبر النبي ...!!

يقول الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ يأمره ويبشره : 
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [ المائدة: 67]
 لما وقعت بيت المقدس ـ أولى القبلتين ـ بيد الصليبين، أرادت فئة صليبية الهوى من أهل المغرب أن تسرق جسد النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ من قبره في المدينة المنورة . فأرسلوا اثنين منهم، وجاءوا إلى المدينة، وتعبدوا في الحرم وأظهروا النسك والعبادة، وانقطعوا للعبادة في الحرم النبوي، وكانوا لا يخرجون من المسجد أبداً، بالليل والنهار عبادة، وقراءة، وبكاء عند القبر وعند الحُجْرَة .
وأَمِنَهم الناس، وأحبوهم ، ورأوا أن فيهم علامات الصلاح والتقوى، وكانت لديهم نقود أتوا بها من بلادهم ، فقاموا واشتروا داراً قريبةً من حُجْرة النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ التي فيها قبره، وصاروا يجلسون طوال اليوم وجزءاً من الليل في المسجد، ثم يذهبون وينامون في غرفتهم التي بجوار المسجد.
حفروا في وسط الغرفة نفقاً، وبدءوا ينبشون الأرض من الداخل، من أمام المنطقة التي تصل بهم إلى قبر النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ ، وبطريقة مخفية وسرية كي لا يطلع عليهم  أحد، وهكذا واصلوا حفر النفق، ومرت أياما طويلة، وعصابة السوء تقترب كلّ يوم من الجسد الشريف، ولم يبقَ بينهم وبين القبر غير أشبار معدودة .
وإذا بالإمام المجاهد العظيم نور الدين الزنكي وهو في دمشق يرى في المنام النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ وهو يقول له: يا نور الدين، أنقذني مِن هذين، وهما رجلان أمامه، فتفرَّس في وجهيهما ورآهما، فإذا بعلامات الصلاح والهداية والنور تبدو منهما . قال: فقمتُ وصليتُ ثم نمتُ، وإذا به مرة ثانية في الليل يقول : أنقذني يا نور الدين مِن هذين.
قال: فصليتُ ونمتُ وعزمتُ أن أعمل شيئاً، وإذا بي أرى الرؤيا مرة ثالثة: يا نور الدين، قم أنقذني مِن هذين. وإذا بالملك لم يعد يأتيه نومٌ، فقام ونادى وزراءه، وأمر بالجيش وجهَّزه، وأخذ المال والرجال، وما أمسى بعد أسبوعين إلا في المدينة المنورة.
ولما قَدِم المدينة المنورة نزل في بيته،وأعد وليمة وهدايا، وطلب من والي المدينة أن يجمع أهل المدينة كلِّهم، وأن يدخلهم من أمامه ليعطيهم الجوائز، فجمع الناس كلَّهم في صعيدٍ واحد وصاروا يدخلون من أمام الملك والملك يُقسِّم عليهم، وينظر في وجوههم، إلى أن انتهى الناس كلُّهم، ولم يجد أحداً تنطبق فيه صفات الرجلين الَّلذَين رآهما في المنام، سأل الأمير قائلا: بقي أحد في المدينة ؟ قالوا :لا، لم يبقَ أحدٌ إلاَّ رجلَين زاهدَين عابدَين منقطعَين في العبادة، لا يريدان الدنيا، ولا يريدان العطايا، ولا يرغبان في الجوائز، ولا يخرجان من المسجد، فهما من أهل الله . قال: ائتوا بهم إليَّ. فأرسل حراسه، فأخذوهما، وجاءوا بهما، وعندما دخلا عليه، وإذا بهما هما اللذان رآهما في المنام، وهما صاحبا الصورة، فقال: أدخلوهما. فأدخلهما السجن، وبدأ التحقيق معهما، وتفتيش بيتهما، وعندما جاءوا إلى البيت، وإذا بظاهره فراش ولا أحد يشك فيه، ففتحوه وإذا بالحفرة تحته، فنزلوا فيها وإذا بهم لم يبقَ بينهم وبين قبر الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ إلا قريباً من شبر فقط. فأمر بقطع رأسيهما بعد أن أقرّأ بجرمهما، ثم أمر فضُرِب حول قبر النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ بدائرة صبَّت بالرصاص، بحيث لا يستطيع أحد أن ينقضها بأي حالٍ من الأحوال .
عُرف عن نور الدين أنه كان يدعو ساجداً قبل السحر: اللهم احشرني يوم القيامة من بطون السباع وحواصل الطير، وكان قبيل المعركة يدعو بدعائه المشهور: اللهم خذ نور الدين شهيدا، وافتح على المسلمين؛
 بتلك الطاعات نال نور الدين شرف حماية خير البرية عليه السلام . 

الأحد، 24 فبراير 2013

في حبِّ الرســول

في حبِّ الرســول

   قد يمرُّ الرجل على شخص يعرفه أدنى المعرفة ، وليس بينهما خصام فيُلقي عليه السلام . وقد يمرّ الرجل على شخص يعرفه أشد المعرفة ، وبينهما عداوة فلا يُلقي عليه السلام . فهل إلقاء السلام دليل على المعرفة أم على المحبة ؟!
وتمرّ على رجل فاضل ذي مكانة تعرفه ولا يعرفك ، فتحييه ، فيرد التحية ، فهل السلام هنا دليل معرفة أم دليل تعظيم وتقدير  ؟!
وتصادف شخصا فتسأله عن بلده ، فتقول أعرف فيها فلان ، له علي أفضال ،كيف هو ؟  فيقول لك خير الناس ، فترسل له تحية وسلاما ، فهل سلامك دليل معرفة أم برهان عرفان لصاحب فضل ؟!
وكذا كان حال المحبين والعشاق في الأشعار ،  فإذا مرّ بهم نسيم رقيق العطر ، ذكَّرهم بالمحبوب ،  فيُحملون النسيم السلام :
نسيم الصَّبا إن زرت أرض أحبتي          فخُصّـــم منّـي بكلِّ سـلامِ
فالسلام بين الناس رسالة حب ، واحترام ، وتقدير ، واعتراف بالجميل ، فكيف تقول أنك مسلم تحبُّ رسول الله r، ويُذكر بين يديك فلا تسلّم عليه ؟!!
لكي نعتاد  السلام على الرسول r  كلما ذُكر ، علينا أن نحب الرسول ، والمحبة كما يقول الغزالي ثمرة المعرفة ، فتنعدم بانعدامها وتضعف بضعفها وتقوى بقوتها .

ومن قصص حبهم للرسولr   :
بعث الرسول r جيشا فيه ابن رواحة وخالد ، فلما صافُّوا المشركين ، أقبل رجل من المشركين يسبُّ رسول الله r فقال رجل من المسلمين : أنا فلان ابن فلانة ، فسبَّني وسُبَّ أمي وكفَّ عن سَبِّ رسول الله . فلم يزده ذلك إلا إغراء ، فأعاد مثل ذلك ، وأعاد الرجل مثل ذلك ، فقال المسلم : لأن قلتَ ذلك لأرحِّلنَّك بسيفي ، فعاد يسبُّ،  فحمل المسلم عليه فولّى الرجل مُدبرا ، فأتبعه حتى خرق صف المشركين وضربه بسيفه ، فأحاط به المشركون فقتلوه .    

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يفضل أسامة بن زيد في فرض العطاء على ولده عبد الله بن عمر ، فلم يزلْ الناس بعبد الله حتى كلّم عمر ، فقال : أتفضلُّ عليَّ مَنْ ليس بأفضلَ منِّي ، ففرضت له ألفين وفرضت لي ألفاً وخمسمائة ولم يسبقني إلى شيء ؟ فقال عمر : فعلت ذلك لأن زيد بن حارثة كان أحبَّ إلى الرسول من عمر بن الخطاب ، ولأن أسامة بن زيد كان أحبّ للرسول من عبد الله بن عمر .

وجاء في البداية والنهاية لابن كثير : حينما رُفع خُبيب بن عديٍّ رضي الله عنه على الخشبة ليُصْلب ناداه نفرٌ من قريش يناشدونه : أتحبُّ أن محمدا مكانك ؟ فقال : لا والله العظيم ، ما أحبُّ أن يفديني بشوكة يُشاكها في قدمه ، فضحكوا منه .
وكان الإمام مالك إذا أراد أن يُحدِّث عن رسول الله r توضأ وجلس على صدر فراشه ، وسرَّح لحيته ، وتمكن في جلوسه بوقار وهيبة ، ثمّ حدّث ، فقيل له في ذلك ، فقال : أحبُّ أن أعظّم حديث رسول الله . وكان لا يركب في المدينة مع كِبر سنه وضعفه ، ويقول : لا أركب في مدينة فيها جثة رسول الله r مدفونة .

وفي بداية الألفية الثالثة أجرت إحدى الشركات المرتبطة بشركة مايكروسوفت العالمية على الشبكة العالمية استبيانا حول الشخصيات القيادية التي أثرت في مجرى الألفية الثانية تحت عنوان " شخصيات صنعت الألفية الثانية " ، وكان عدد المصوتين أكثر من 140 ألف شخص  ، فحصل على المرتبة الأولى : محمد r ( صناعة القائد : ص 184 ) .

ورقـة أم جـــذع

ورقـة أم جـــذع
أم هبــــاء منثـــور !     

  في ليلة مباركة من ليالي هذا الشهر الكريم نزل الوحي الكريم على الرسول الكريم  r في غار حراء ، فأخذه وغطّه ، وعلَّمه :] اقْرَأْ باسْمِ َربِّكَ الَّذيْ خَلَق[ ، فعاد الرسول إلى مكة يرتعد خوفا من هول ما رأى ، فبث خوفه لخديجة رضي الله عنها ، فأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل أعلم أهل مكة ، ولما قصَّ الرسول  rعليه الخبر ، قال له ورقة:
"  هذا الناموس الذي نزَّله الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك " . سبحان الله ، اسمه ورقة ، ويتمنى أن يكون جذعاً في شجرة الإسلام المباركة !!  وتمرُّ أيام قلائل ويموت ورقة بن نوفل ، وتمرًّ السنون ويهاجر محمد r إلى المدينة المنورة ، ويبني مسجدا ، ويجعل منبره جذع نخلة يقف عليه ، وللجذع خبر يرويه الثقات يذكرنا بأمنية ورقة بن نوفل . فقال جابر بن عبد الله : "كان المسجد مسقوفا
على جذوع النخل، فكان عليه الصلاة والسلام إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صُنع له المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العِشار " . وفي رواية أنس : "حتى ارتجَّ المسجد لخواره " . وفي رواية سهل: " وكَثُر بكاء الناس لمِـا رأوه به". وفي رواية أخرى " وانشق حتى جاء النبي ـ
 rـ فوضع يده عليه فسكت، فقال عليه الصلاة والسلام : إن هذا بكى لما فقد من الذكر" .وزاد غيره : والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لم يزل هكذا إلى يوم القيامة ، تحزُّنـًا على رسول الله، فأمر به فدُفن تحت المنبر، وهذا الحديث أخرجه أهل الصحة ورواه من الصحابة الكثيرون .
جذع النخلة يبكي لفراق الحبيب المصطفى له ، لأنه ليس قطعة من خشب ، بل أُمنية عالِم مكة وحكيمها ، وحظي الجذع بما لم يحظ به ورقة ، فحق للورقة التمني وحقّ للجذع البكاء.
ويُقبر الجذع تحت المنبر الجديد الذي جُعِلت له ثلاث عتبات ، وذات يوم صعد الرسول
r المنبر ، وسمعه الصحابة يقول عند كلّ عتبة : آمين . وجاء خبر ذلك في حديث رواه ابن حبان في صحيحه ، وصححه الشيخ الألباني ، عن  أبي هريرة  :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رقي المنبر ، فقال : آمِينَ ، آمين ، آمين ، فقيل له : يا رسول الله ، ما كُنْتَ تَصنع هذا ؟ ! فقال : قال لي جبريل : أرغم الله أنف عبد أو بَعُدَ دخل رمضان فلم يُغفر له ، فقلت : آمين . ثم قال : رَغِمَ أنفُ عبد أو بعد أدرك  والديه أو أحدَهما ولم يدخله الجنة ، فقلت : آمين . ثم قال : رغم أنف عبد أو بعد ، ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليك . فقلت : آمين .
ثلاثُ عتبات مباركات ينتظرن ثلاثَ خطوات ، أمام بوابة هذا الشهر الفضيل تُفضي كلُّ عتبة منها إلى خير دار .
خطوة صبر يجتاز المسلم بها عتبة رمضان ليدخل باب الريان  .
وخطوة صدقٍ يعبر بها المسلم عتبة برِّ الوالدين ليدخل باب الرحمة .
وخطوة محبة يمشيها المسلم ليعبر بها عتبة الصلاة على الرسول الكريم  ليدخل باب المحبة.
وهذا رمضان قد حطّ رحاله في الديار ، جاء يحملنا إلى روضة ربِّ غفّار ،  فتزودوا منه قبل رحيله ، فقد جمع الشهر الكريم أدواء القلب الخمسة ، تلك الأدواء التي جمعها الشيخ زين الدين المليباري في قوله شعرا :
دواء القلب خمسة : قراءة القرآن بتدبر المعنى وللبطن الخلا
 وقيام ليل ، وتضرع بالسحر ، ومجالسة الصالحين الفُضلا
.

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

عن صدقة الرسول ..!!

 
جاء في كتاب كنز العمال للمتقي الهندي في باب شمائل الأخلاق : زهده صلى الله عليه وسلّم : حديث رقم 18615:
  حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ـ يعني بن سلام ـ  عن زيد أنه سمع أبا سلام قال حدثني عبد الله الهوزني قال :
( لقيت بلالا مؤذن رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ بحلب ، فقلت : يا بلال، حدثني كيف كانت نفقة رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ.
 قال : ما كان له شيء ، كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله إلى أن توفي ، وكان إذا أتاه الإنسان مسلما فرآه عاريا يأمرني به ، فأنطلق ، فاستقرض ، فأشتري له البردة فأكسوه وأطعمه ، حتى اعترضني رجل من المشركين ،  فقال : يا بلال، إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني.  ففعلت ، فلما أن كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأؤذن بالصلاة ، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار،  فلما أن رآني ،  قال : يا حبشي .  قلت : لبيك .  فتجهمني ، وقال لي قولا غليظا ، وقال لي : أتدري كم بينك وبين الشهر؟!  قلت : قريب . قال : إنما بينك وبينه أربع، فآخذك بالذي لي عليك ، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك، ولا كرامة صاحبك علي، ولكن أعطيتك لأتخذك لي عبدا، فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك .  فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس ، حتى إذا صليت العتمة ، رجع رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ إلى أهله ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فقلت : يا رسول الله، بأبي أنت وأمي ، إن المشرك الذي كنت أتدين منه قال لي كذا وكذا ، وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي ، وهو فاضحي ، فأْذَن لي أن آبق ( أهرب)إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا ، حتى يرزق الله رسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ ما يقضي عني ، فخرجت ،حتى إذا أتيت منزلي فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني عند رأسي ، واستقبلت بوجهي الأفق، فكلما نمت ساعة انتبهت، فإذا رأيت عليَّ ليلا نمت ، حتى إذا انشق عمود الصبح الأول أردت أن أنطلق ، فإذا إنسان يسعى يدعو : يا بلال ، أجب رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ  . فانطلقت حتى أتيته،  فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن ، فاستأذنت ، فقال لي رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ:  أبشر فقد جاءك الله بقضائك .  ثم قال : ألم تر الركائب المناخات الأربع فقلت: بلى . فقال: إن لك رقابهن ،  وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن إلي عظيم فَدَكٍ ،  فأقبضهن ، واقض دينك .  فحططت عنهن أحمالهن ثم علفتهن، ثم قمت إلى تأذيني صلاة الصبح ،  فإذا رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ  قاعد في المسجد ،  فسلّمت عليه ، ، حتى إذا صلى رسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ  خرجت إلى البقيع فجعلت أصبعي في أذني فناديت، فقلت: من كان يطلب رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ بدين فليحضر، فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق على رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ دين في الأرض، حتى فضل في يدي أوقيتان أو أوقية ونصف، ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار، وإذا رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ  قاعد في المسجد وحده فسلمت عليه فقال لي: ما فعل ما قبلك؟ قلت قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ فلم يبق شيء، فقال: أفضل شيء؟ فقلت: نعم، قال: انظر أن تريحني منها، فإني لست داخلا على أحد من أهلي حتى تريحني منه، فلم يأتنا أحد حتى أمسينا، فلما صلى رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ العتمة دعاني فقال لي: ما فعل الذي قبلك؟ قلت: هو معي لم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح فظل اليوم الثاني ،حتى كان في آخر النهار جاء راكبان، فانطلقت بهما فأطعمتهما وكسوتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال لي: ما فعل الذي قبلك؟ فقلت قد أراحك الله منه يا رسول الله، فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعته حتى جاء أزواجه، فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته فهو الذي سألتني عنه.
هذا رسول الله إمامنا ، وهذا بلال مؤذنه، فانظروا من نجيب إذا نادى ، وبمن 
نقتدي في أفعالنا...!!

الجمعة، 27 يوليو 2012

اســجد واقترب .. !!

اســجد واقترب .. !!   

كان أحد الصالحين يقول لا أرفع من السجود حتى أرفع لله كل حاجتي ، فكم هي أطول سجدة سجدتها لله ، أخي المسلم ؟ التسبيحة تحتاج تقريبا لثانية واحدة ، ثلاث تسبيحات في السجدة تعني أنك سجدت ثلاث ثوان ، وأربع بأربع ، وخمس بخمس ، وربما خشع القلب وسجدت دقيقة ، أو دقيقتين أو عشر !! ولكن ما أطول سجدة سجدها الرسول ـ ^ ـ ؟!
 عَنْ أَبِي فِرَاسٍ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَادِمَ رَسُولِ الله ِ -^ -   وَمِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -^ -    فَآتِيهِ بِوضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَال لِي « سَلْني ». فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مَرَافَقَتَكَ في الْجَنَّةِ ، فَقَالَ: « أَوَ غَيْرَ ذلِكَ » قُلْتُ :هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : « فَأَعِنِّي عَلى نَفْسِكَ بَكَثْرَةِ السُّجُودِ » . أخرجه مسلم
وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله -^ -   ، فتوجه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً، فأطال السجود، حتى ظننت أن الله قبض نفسه فيها، فدنوت منه، فرفع رأسه قال : من هذا ؟ قلت : عبد الرحمن، قال ما شأنك ؟ قلت : يا رسول الله سجدت سجدة حتى ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال : " إن جبريل أتاني فبشرني فقال : إن الله عز وجل يقول : من صلَّى عليك صليت عليه، ومن سلَّم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكراً "، قال الحاكم : هذا حديث صحيح .

الأحد، 15 يوليو 2012

الرجال معادن ..



   

اقترن تفسير قوله تعالى : } يخْرجُ الْحيّ منَ الْمَيتِ ويخْرج الْميتَ منَ الْحيّ {{الروم:19} بقصة عكرمة ابن أبي جهل ـ رضي الله عنه ـ ابن أبي جهل ، فرعون هذه الأمة ، فأين وجه الدلالة ؟
في السنة الثامنة للهجرة ، توجه المسلمون لفتح مكة ، وكان أمر النبي -^ -   لقادة الجيش مكة ألا يقتلوا إلا من قاتلهم، إلا أربعة ولو  وُجدوا تحت أستار الكعبة منهم عكرمة بن أبي جهل، فركب عكرمة البحر، فأصابهم عاصف، فقال أصحاب السفينة لمن في السفينة:   أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً هاهنا  .
فقال عكرمة:   لئن لم يُنجّني في البحر إلا الإخلاص ما يُنجّيني في البرّ غيره، اللهم إنّ لك علي عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه، أني آتي محمداً حتى أضع يدي في يده، فلأجدنّه عفواً كريماً  .
وأسلمت زوجته ( أم حكيم  )  يوم الفتح، فقالت:  يا رسول الله، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فآمنهُ  .
فقال رسـول الله -^-:  هو آمن.
فخرجت في طلبه، فأدركته باليمن، فجعلت تلمح إليه وتقول:   يا ابن عم، جئتُك من عند أوصل الناس وأبرّ الناس وخير الناس، لا تهلك نفسك.فرجع معها.
 فلمّا جاء إلى رسول الله -^- آمناً على دمه قال له:   مرحباً بالراكب المهاجر أو المسافر  . ثم سأل عن الإسلام وأجابه ، حتى عدّ خصال الإسلام.
فقال عكرمة:   واللـه ما دعوت إلا إلى الحـق، وأمر حسن جميل، قد كنت واللـه فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنتَ أصدقنا حديثاً، وأبرّنا أمانة  .
ثم قال عكرمة:   فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  .
فسُرّ رسول الله - ^ -، ثم قال:   يا رسول الله، علّمني خير شيءٍ أقوله  .
 قال:  تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله  .
ثم قال:   ثم ماذا ؟ . قال:   تقول: اللهم إني أشهدك أنّي مهاجر مجاهد  .
فقال عكرمة ذلك.
 ثم قال النبـي -^-:  ما أنتَ سائلي شيئاً أعطيه أحداً من الناس إلا أعطيتك.
فقال:   أمّا إني لا أسألك مالاً، إني أكثر قريش مالاً، ولكن أسألك أن تستغفر لي  .
وقال:   كل نفقة أنفقتُها لأصدّ بها عن سبيل اللـه، فوالله لئن طالت بي حياة لأضعفنّ ذلك كله  .
فقال رسول الله -^ -: { اللهم اغفر له كلّ عداوةٍ عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، واغفر له ما نال مني ومن عرضٍ في وجهي أو أنا غائب عنه  .
فقال عكرمة:   رضيتُ يا رسول الله  .
   وكان إذا اجتهد في اليمين قال:   لا والذي نجّاني يوم بدر }.
فلمّا كان يوم اليرموك نزل فترجّل فقاتل قتالاً شديداً، ولمّا ترجل قال له خالد بن الوليد:   لا تفعل، فإنّ قتلك على المسلمين شديد  .
فقال:   خلّ عني يا خالد، فإنه قد كان لك مع رسول الله - ^ - سابقة، وإني وأبي كنّا مع أشد الناس على رسول الله -^- .
ثم اشتد الأمر على المسلمين فانهزم المسلمون في أول المعركة. فلما رأى الهزيمة لبس أكفانه، واغتسل وتطيب، وسل سيفه وكسر غمده على ركبته، وقال:  يا مسلمون ، من يبايعني على الموت ؟ من يشتري الموت اليوم ؟ فبايعه أربعمائة مقاتل، فشق بهم صفوف الروم كالسيل، حتى وصل إلى وسط الروم، فقاتل حتى صلاة الظهر، ثم تناوشته الرماح والسيوف من كل جانب فوقع صريعاً على الأرض.

ثلاث شعرات .. وثلاث شعائر




السلطان سليمان بن عثمان قام بتوزيع مقتنيات الرسول -^ - قبيل انهيار الخلافة الاسلامية على البلدان الإسلامية مثل مصر وسوريا والعراق وفلسطين ، وقد خصصت ثلاثة اماكن في الاراضي الفلسطينية لشعرات الرسول -^ - منها مسجد قبة الصخرة في القدس، ومسجد الجزار في عكا والمسجد الحنبلي بنابلس. وجلبها إلى نابلس الشيخ حيدر طوقان وتسلمها منه الشيخ محمد رفعت تفاحة في احتفال مهيب حضـره كافة اهالي نابلس البالغ عددهم في ذلك الوقت 16 الف نسمة. وخصص المواطنون غرفة لتلك الشعرات وفيها خزنة حديدية بداخلها صندوق حديدي لا تفتح إلابمفاتيح خاصة أُوكلت مهمة حفظها إلى عائلة البيطار بنابلس.
ثلاث شعرات من شعر الرسول محمد  -^ -  وصلت من تركيا إلى نابلس  عام 1914 ، وحدد  يوم السابع والعشـرين من شهر رمضان المبارك من كل عام مناسبة لإخراج هذه الشعرات الثلاث وعرضها على المواطنين.
ويصل إلى مسجد الحنبلي داخل البلدة القديمة بنابلس آلاف المصلين خلال صلاة الظهر والعصر كما جرت العادة عبر عشـرات السنوات لتقبيل الشعرات التي وضعت في زجاجة صغيرة لحفظها مع التهليل وتكبير الله عز وجل والصلاة على رسول الله محمد -^ -  .
تروى كتب السيرة أن الصحابى الجليل أبا هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسى رضى الله عنه ذهب  إلى أحد الأسواق بالمدينه فوجد الناس مشغولين بالبيع والشراء كل يهمه الكسب،  فنادى على الناس :هلموا ، فتجمع الناس حوله فقال لهم : أنتم هنا وهناك يوزع ميراث رسول الله-^ - فقالوا له : أين ؟ فقال لهم فى المسجد.  فتركه الناس وذهبوا إلى المسجد مسرعين فلم يجدوا شيئاً يوزع، فعادوا اليه قائلين له أتهزأ بنا ياأبا هريرة لم نجد شيئاً يوزع بالمسجد ؟ فقال لهم : ألم تجدوا أحدا بالمسجد ؟ فقالوا : وجدنا قوماً يصلون ، وآخرين  يذكرون الله،  وآخرين يقرأون القرآن . فقال لهم : هذا هو ميراث رسول الله -^ -  .