الأربعاء، 1 أغسطس 2012

عن صدقة الرسول ..!!

 
جاء في كتاب كنز العمال للمتقي الهندي في باب شمائل الأخلاق : زهده صلى الله عليه وسلّم : حديث رقم 18615:
  حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ـ يعني بن سلام ـ  عن زيد أنه سمع أبا سلام قال حدثني عبد الله الهوزني قال :
( لقيت بلالا مؤذن رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ بحلب ، فقلت : يا بلال، حدثني كيف كانت نفقة رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ.
 قال : ما كان له شيء ، كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله إلى أن توفي ، وكان إذا أتاه الإنسان مسلما فرآه عاريا يأمرني به ، فأنطلق ، فاستقرض ، فأشتري له البردة فأكسوه وأطعمه ، حتى اعترضني رجل من المشركين ،  فقال : يا بلال، إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني.  ففعلت ، فلما أن كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأؤذن بالصلاة ، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار،  فلما أن رآني ،  قال : يا حبشي .  قلت : لبيك .  فتجهمني ، وقال لي قولا غليظا ، وقال لي : أتدري كم بينك وبين الشهر؟!  قلت : قريب . قال : إنما بينك وبينه أربع، فآخذك بالذي لي عليك ، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك، ولا كرامة صاحبك علي، ولكن أعطيتك لأتخذك لي عبدا، فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك .  فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس ، حتى إذا صليت العتمة ، رجع رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ إلى أهله ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فقلت : يا رسول الله، بأبي أنت وأمي ، إن المشرك الذي كنت أتدين منه قال لي كذا وكذا ، وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي ، وهو فاضحي ، فأْذَن لي أن آبق ( أهرب)إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا ، حتى يرزق الله رسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ ما يقضي عني ، فخرجت ،حتى إذا أتيت منزلي فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني عند رأسي ، واستقبلت بوجهي الأفق، فكلما نمت ساعة انتبهت، فإذا رأيت عليَّ ليلا نمت ، حتى إذا انشق عمود الصبح الأول أردت أن أنطلق ، فإذا إنسان يسعى يدعو : يا بلال ، أجب رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ  . فانطلقت حتى أتيته،  فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن ، فاستأذنت ، فقال لي رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ:  أبشر فقد جاءك الله بقضائك .  ثم قال : ألم تر الركائب المناخات الأربع فقلت: بلى . فقال: إن لك رقابهن ،  وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن إلي عظيم فَدَكٍ ،  فأقبضهن ، واقض دينك .  فحططت عنهن أحمالهن ثم علفتهن، ثم قمت إلى تأذيني صلاة الصبح ،  فإذا رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ  قاعد في المسجد ،  فسلّمت عليه ، ، حتى إذا صلى رسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ  خرجت إلى البقيع فجعلت أصبعي في أذني فناديت، فقلت: من كان يطلب رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ بدين فليحضر، فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق على رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ دين في الأرض، حتى فضل في يدي أوقيتان أو أوقية ونصف، ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار، وإذا رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ  قاعد في المسجد وحده فسلمت عليه فقال لي: ما فعل ما قبلك؟ قلت قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ فلم يبق شيء، فقال: أفضل شيء؟ فقلت: نعم، قال: انظر أن تريحني منها، فإني لست داخلا على أحد من أهلي حتى تريحني منه، فلم يأتنا أحد حتى أمسينا، فلما صلى رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ العتمة دعاني فقال لي: ما فعل الذي قبلك؟ قلت: هو معي لم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح فظل اليوم الثاني ،حتى كان في آخر النهار جاء راكبان، فانطلقت بهما فأطعمتهما وكسوتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال لي: ما فعل الذي قبلك؟ فقلت قد أراحك الله منه يا رسول الله، فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعته حتى جاء أزواجه، فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته فهو الذي سألتني عنه.
هذا رسول الله إمامنا ، وهذا بلال مؤذنه، فانظروا من نجيب إذا نادى ، وبمن 
نقتدي في أفعالنا...!!

ليست هناك تعليقات: