الهيبة كما يعرفها الغزالي خوف منشؤه التعظيم ومصدره الإجلال، لذا لا نسمي الخوف من العقرب مهابة ويصح أن نسمي الخوف من السلطان العظيم مهابة، وأكثر ما تكون مع المحبة والمعرفة، كما قالت العرب:
أهـابُكَ إجـلالاً ومـا بـكَ قدرةٌ علـيَّ ولكنْ مـلءُ عينٍ حبيبــها
الرسول صلى الله عليه وسلّم كان ذا هيبة عظيمة، حتى لا يستطيع الصحابي إطالة النظر إليه .
الفاروق عمر بن الخطاب كان مهاب الجانب فقد هابه الكثير من الصحابة حيا وميتا.
وكان الإمام مالك تهابه السلاطين، وإذا كان الناس عنده لا يلتفت أحد إلى أحد هيبة له .
وكان الإمام أحمد بن حنبل ذا هيبة ووقار تقع الرعْدة على من يكلمه .
فما سر هيبة هؤلاء وأمثالهم من الرجال؟
يقول الإمام يحيى بن معاذ الرازي: ( على قدر حبك الله يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر شغلك بأمر الله يَشغُلُ في أمرك الخلق ) . وجماع ذلك هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
والمطلع على سير أهل الهيبة من الرجال، يجد أن مصدر هيبتهم الأول كان أمرهم بالمعروف ونهيهم عن
المنكر، ونلخص ذلك بالمعادلة التالية :
درجة الهيبة عند الرجل = مقدار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عنده .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق