الخميس، 9 أغسطس 2012

أبو عتاب الزاهد عدو الكلالة ..

من أخطر ما يواجه شباب الإسلام اليوم ما يعرف بالعوم : قانون القصور الذاتي ، الذي نصه " الجسم الساكن يبقى ساكنا ما لم تؤثر به قوة تحركه ، ومثله في القرآن الكريم ـ ولله المثل الأعلى ـ :

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. النحل : 76 .

والسيف الكليل هو السيف الذي لا يقطع ، فليس له في السيوف إلا الجراب والاعجواج ..

المسلم الكليل تقول له لم لا تحفِّظ القران في مسجد حيك ؟

فيقول : لم يطلب مني أحد ذلك .
وإذا قيل له : لماذا لا ترسل أولادك ليتعلموا القرآن وتحثهم على ذلك .

قال أمهم لم تشجعني على ذلك !!

وإذا قيل له مسجد حيكم يحتاج لصيانة .

قال تلك مهمة المؤذن أو الإمام ولم يطلبوا مني صيانته !!

فهو ساكن لا يتحرك إلا بأوامر بشرية ، وكأن الله تعالى لم يكلفه بالواجبات ، ولم يجعل له نورا يمشي به في الناس ، إذا رأيت مثل ذلك الشاب المتماوت ، فاسترجع وقل : إنا لله وإنا إليه راجعون .

يحكى أن أبا عتاب الزاهد : كان يسكن (مقابر بخارى )
دخل المدينة يوماً ليزور أخاً له في الله فوجد غلمان أميرها نصر بن أحمد خارجين من داره بالملاهي والمعازف , فأخذت أبا عتاب شدةٌ وغيرةٌ لله , فرفع رأسه إلى السماء باكيًا وداعياً واستعان بالله على قمع هذا المنكر ....!
وحمل عليهم بعصاه فولوا الأدبار منهزمين إلى دار الأمير وأخبروه خبره ,فدعاه الأمير إلى مجلسه معاتباً ومؤنباً قائلاً :
أما علمت أن من يخرج على السلطان يتغدى في السجن ؟؟
أبو عتاب : أما علمت أن من يخرج على الرحمن يتعشى في النيران ؟
الأمير: من ولاك الحسبة؟
أبو عتاب : من ولاك أنت الإمارة ؟
الأمير: ولانيها الخليفة !
أبو عتاب: ولاني الحسبة رب الخليفة..!
الأمير : أذهب قفد وليتك الحسبة ...!
أبو عتاب : عزلت نفسي عنها ....!
الأمير : العجب ..!من أمرك تحتسب حين لا تؤمر وتمتنع حين تؤمر!!!
أبو عتاب : لأنك إذا وليتني عزلتني وإذا ولاني ربك لن يعزلني أحد !!!
الأمير : سل حاجتك تعطَ !!
أبو عتاب : حاجتي أن ترد علي شبابي !
الأمير : ليس ذلك ألي ولا استطيعه !!
أبو عتاب : حاجتي أن تكتب إلى مالك خازن النار أن لا يعذبني !
الأمير : سبحان الله ليس ذلك أليَّ أيضا !!
أبو عتاب : أن تكتب إلى رضوان خازن الجنة أن يدخلنيها !
الأمير : ليس ذلك أليَّ ولا أملكه لنفسي فكيف لغيري !!!
أبو عتاب : أنا أذاً مع الرب جل وعلا مالك الحوائج كلها , فقد عودني أن لا أسأله حاجة غلا أجابني إليها من غير منَّة ولا أذى ....!!!
فخلَّى الأمير سبيله وذهب مرفوع الرأس منصوراً .....
رحم الله تعالى أبا عتاب لقد أعطانا حقاً درساً علمياً في معرفة الله تعالى وأن من عرف الله تعالى صغر في عينه ما سواه فهذة ذكريات الخلود التي سجلها التاريخ بقلم من نور تفنى الدنيا وما عليها واحاديث هؤلاء الكرام باقية لا تزول , ورحم الله الفضيل بن عياض حيث قال :
من خاف الله تعالى لم يضره أحد ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد

ليست هناك تعليقات: