الجمعة، 10 أغسطس 2012

مراحل المحبة عند الغزالي

من روائع  حجة الإسلام أبي حامد الغزالي في تفسير  الآية 20 من سورة الحديد

 {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}

 قال : المحبة تمرّ مع الإنسان خلال عمره في خمس مراحل :

المرحلة الأولى : تبدأ مع الإنسان في سن التمييز ، فالصبي في أول حركته وتمييزه يظهر فيه غريزة بها يستلذ اللعب واللهو ، حتى يكون عنده ألذ من سائر الأشياء ، واللعب ما يتعب فيه الإنسان دون فائدة ، ويتلهى به ثم يذهب .

 المرحلة الثانية : تبدأ مع الإنسان في فترة الفتوة ، وهي لذة الزينة ، ولبس الثياب ، وركوب الخيل ، فيستحقر معها لذة اللعب .

المرحلة الثالثة : وتظهر بعد المرحلة الثانية ، فتظهر في الشاب لذة الوقاع ، وشهوة النساء ، فيترك بها جميع ما قبلها في سبيل الوصول إليها .

 المرحلة الرابعة : ثم يظهر بعدها لذة الرئاسة ، والعلو ، والتكاثر ، وهي آخر لذات الدنيا وأعلاها .

 المرحلة الخامسة : وتظهر بقرب الأربعين ، إذ تظهر غريزة أخرى ، يدرك بها معرفة الله تعالى ومعرفة أفعاله ، فيستحقر جميع ما قبلها ، فكل متأخر فهو أقوى مما قبله من المراحل .

 كان عمر بن عبد العزيز يقول :

" .. لي نفس توّاقة ، يوم كنت في المدينة تاقت نفسي إلى الإمارة ، ويوم صرت أمير المدينة تاقت لما هو اعلى منها للخلافة ، ولما صرت في الخلافة تاقت نفسي إلى الجنة .. " .

ليست هناك تعليقات: