الخميس، 23 أغسطس 2012

على طريق الربانية ..

نقرأ في معاني  الربانيين في قوله تعالى :
{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } [آل عمران:79]
قال سعيد بن جبير: العالم الذي يعمل بعلمه، 
وعن ابن عباس: فقهاء معلمون.
وقيل: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره،
وقال المبرد: هم أرباب العلم سُموا به لأنهم يربون العلم، ويقومون به ويربون المتعلمين بصغار العلوم. 
 وجاء في كنز العمال 4/70 : أن رجلا ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: صف لي الجنة، فقال النبي: فيها فاكهة ونخل ورمان. وجاء رجل آخر إلى النبي يسأله: صف لي الجنة يا رسول الله، فقال له: سدر مخضود وطلع منضود وفرش مرفوعة ونمارق مصفوفة. وجاء رجل ثالث: صف لنا الجنة يا رسول الله، فقال: فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين. وجاءه رجل رابع: صف لنا الجنة يا نبي الله فقال: فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.فقالت له السيدة عائشة: ما هذا يا رسول الله؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم!

في مقدمة صحيح مسلم عن ابن مسعود، قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة .
وعن ثمامة بن أشرس قال : شهدت رجلا وقد جاء خصما إلى بعض الولاة ، فقال الرجل : أصلحك الله ، أنا رافضي ناصبي ، وخصمي جهمّي مشبّه ، مجسِّم قدري ، ويشتم الحجاج بم الزبير ، الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان، ويلعن معاوية بن أبي طالب .
فقال له الوالي : ما أدري مما أتعجب ، من علمك بالأنساب ، أم من معرفتك بالألقاب ؟!
فقال الرجل : أصلحك الله ، ما خرجت من الكتاب ، حتى تعلمت هذا كلّه .
وقل لأحدهم : أيهما أفضل أبو بكر أم علي ؟ قال : علي أفضل . قيل : وكيف عرفت ذلك : قال : لأن أبا بكر لما مات مشى علي في جنازته ، ولما مات عليّ لم يمشِ أبو بكر في جنازته .
فأين الربانيون الذين يأخذون بأيدينا في الدين برفق ، حتى تستوعب عقولنا أسس الدين ، وتطمئن قلوبنا بحقائقه ، وتنشط أجسادنا في الطاعات ، قبل أن يدخلونا في أودية المتشابهات، وزراديب الخلافات ، ومتاهات الفرق ، ومزالق السياسات  ؟؟  

ليست هناك تعليقات: