الخميس، 15 سبتمبر 2011

قبر في السماء

قبــر في الســماء ... !! 

جاء في سورة الحج :
[ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ]
وورد عن  عبد الله بن عباس :   أنه ركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا غلام ، إني معلمك كلمات :" احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك ، لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف. "رواه الترمذي ، وقال : حسن صحيح .
عامر بن فهيرة راعي غنم بسيط ، أسلم قبل أن يدخل رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  دار الأرقم ، وهو يومئذ مملوك ، وعُذب في الله تعالى،  فاشتراه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ  وأعتقه.
ولما خرج رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وأبو بكر  ـ رضي الله عنه ـ  مهاجرَين ، قام بتشكيل جهاز تشويش وتمويه على الكفار فكان عامر يرعى في مكة ، حتى إذا أمسى اتبع أثر عبد الله بن أبي بكر مراسل النبي وأبيه  بالغنم لتبديد الآثار لئلا يتعرف عليها المشـركون .
وعندما سار النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ  من الغار هاجر معهما ، فحمله أبو بكر خلفه على البعير    .
ولما لحق سراقة بن مالك  بالركب المبارك ، وحدث ما حدث ، وتيقن سراقة من أمر نبوة رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  ، وطلب كتاب أمن ، حينئذ أمر النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  عامر بن فهيرة أن يكتب هذا الكتاب لسـراقة ، فكتب ، إذ كان عامر كاتبا قارئا ، فرجع سراقة  آخر النهار يعمّي عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ   ويضلل الطلب ، بعد أن كان يطلبه بنفسه طمعا في جائزة قريش ،  مئة ناقة ، بمقياس اليوم مئة سيارة .. 
بعد معركة أحد ، تجرأت القبائل العربية على المسلمين ، وقتلت العديدّ منهم عبر عددٍ من عمليات الاستدراج إلى داخل البادية، حيث كان الرسول ^  يرغب في متابعة تبليغ الرسالة بين هذه القبائل، وأهمها حادثتي بئر معونة وبئر الرجيع .
وفي حادثة بئر معونة في السنة الرابعة للهجرة ،  قدم إلى المدينة   عامر بن مالك والملقب بـ ( ملاعب الأسنة ) فعرض عليه الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  الإسلام ، فلم يُسلم ، ثم قال : يا محمد ، لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك ، وأنا لهم جار .  وقد كان رجلا مسموع الكلمة في قومه بني عامر .
 فبعث الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وفدا برئاسة المنذر بن عمرو الخزرجي ـ رضي الله عنه ـ  في سبعين رجلا من خيار المسلمين كانوا يسمونهم القراء  فيهم عامر بن فهيرة  وحرام بن ملحان خال أنس بن مالك رضي الله عنهم.
 وعندما وصل أفراد السـرية إلى بئر معونة من أرض نجد أرسلوا حرام بن ملحان ـ  رضي الله عنه ـ  بكتاب رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  إلى عدو الله عامر بن الطفيل زعيم قبيلة بني عامر ، فقال : أتأمنوني حتى أبلغ رسالة رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  وجعل يحدثهم ، فلم ينظر فيه عامر بن الطفيل ، و أومأ إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه عندها نضح حرام بن ملحان رضي الله عنه بالدم على وجهه و رأسه و قال : الله أكبر .. فزت و رب الكعبة ..
ثم استنفر عدو الله عامر بن الطفيل قبائل من بني سُليم فأجابوه وأحاطوا بالمسلمين، وحملوا عليهم السلاح فقاتلهم المسلمون ، فاستشهد جميع أفراد السـرية ماعدا اثنين .
فحزن الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ والمسلمون على ما أصاب أفراد السرية ، وقنت  شهرا يدعو الله على  تلك القبائل.
ولما قدم عامر بن الطفيل المدينة بعد ذلك قال للنبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
من رجل يا محمد لما طعنته رُفع إلى السماء ؟ فقال :  هو عامر بن فهيرة .
 وروى ابن المبارك أن عامر بن فهيرة رضي الله عنه التُمس في القتلى يومئذ ففقد فعرفوا  أن الملائكة رفعته أو دفنته .
وكان الذي قتله ذكر أنه لما طعنه سمعه يقول : فزت والله .  قال : فقلت في نفسـي ، ما قوله فزت  فأتيت الضحاك بن سفيان فسألته فقال : بالجنة .  قال : فأسلمت ودعاني إلى ذلك ما رأيت من عامر بن فهيرة..

ليست هناك تعليقات: