الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

أهم أركان الاستقامة

أهم أركان الاستقامة..!!


قال تعالى جلَّ شأنه  :
[ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ % وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ % وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ % وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ]. {  هود : 112 ـ 117 }
روى القرطبي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا علي السري يقول :  رأيت النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  في المنام فقلت: يا رسول الله رُوي عنك أنك قلت : "شيبتني هود". فقال  : نعم.
فقال له : ما الذي شيبك منها، قصص الأنبياء وهلاك الأمم..؟
قال : لا ، ولكن قوله تعالى [فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ] { هود : 112 }
وهذا ما أراده النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  للصحابي الذي قال له : قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه غيرك،  فقال له : " قل آمنت بالله ، ثم استقم".
ولكن ما أهم أركان الاستقامة كما بينها القرآن الكريم؟
ألا ترى أخي المسلم أن الله تعالى قدّم تحريم الطغيان والركون على الصلاة والصيام !!
فهل خطر على بالك أخي المسلم أن من أهم مظاهر الاستقامة هي عدم الركون للظالمين  ، فماذا يعني الركون للظالمين ؟
الركون في اللغة أن تميل إلى الشيء وتطمئن له .
والركون للظالمين يكون أن تميل لهم بالمودة والمحبة،  فتداهنهم وترضى بأعمالهم ولا تنكر عليهم ظلمهم .
والركون هو الاستناد والاعتماد ، فيكون ذلك بالاستناد إليهم فتستعين بهم في أمورك  ، والاعتماد عليهم في شؤون الحياة .
إذا كنت من الذين لا يركنون إلى الظالمين في مواقف الشدة في الدنيا ، فانتظر بشرى من الله تعالى وأنت في أشد المواقف عند الموت  :
 [ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِـرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ % نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ % نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ].{ فصلت : .. 32 }
فالبشارة الأولى: ( ألا تخافوا ) مما أمامكم من عذاب الله وسخطه والنار، فأمَّنوهم من ذلك. والثانية: ( ولا تحزنوا ) على ما خلفتم من الأموال والأولاد فنحن نخلفكم فيهم.
 والبشارة الثالثة: ( وابشروا بالجنة )  عند الموت، ففي حال الشدة والوقت العصيب يبشـرون هذه البشارات .  
ويقول العلماء:هذه البشارات  من الملائكة تكون في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات. وهي : ساعة سكرات الموت.. وفي القبر  ..  ويوم الحشر.
ولا أشد معاناة من ساعة الاحتضار وهي التي يفكر فيها كل إنسان وينظر إليها نظرة مرعبة ويتحاشاها. في هذه الساعة المخيفة والتي تملأ خيالنا رعباً في كل أدوار حياتنا وترتجف فيه القلوب تتنزّل الملائكة ببشارة تجعل الأحاسيس في غاية السعادة والفرح .

ليست هناك تعليقات: