الجمعة، 16 سبتمبر 2011

المؤذِّن بأنفاســـه..!!
يقول الحق جلَّ شأنه :
[ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ۞ رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ۞ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ] { النور : 37 }

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ ، " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَيْنَ جِيرَانِي ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : رَبَّنَا ، وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ ؟ فَيَقُولُ : أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ ؟ " .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول, ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا...)
جاء في كتاب ( في بطن الحوت ) لمؤلفه الشيخ محمد العُريفي القصة التالية :
أخبرني أحد الأطباء أنه دخل في غرفة الإنعاش على مريض ،  فإذا شيخ كبير على سرير أبيض وجهه يتلألأ نورا ،  قال صاحبي : أخذت أقلب ملفَّه ، فإذا هو قد أجريت له عملية في القلب ،  أصابه نزيف خلالها ،  مما أدى إلى توقف الدم عن بعض  مناطق الدماغ ، فأصيب بغيبوبة تامة، ووصلت به أجهزة الإنعاش ، و وضع على فمه جهاز للتنفس  الصناعي،  يدفع إلى رئتيه تسعة أنفاس في الدقيقة .
كان بجانبه أحد أولاده ، سألته عنه ، فأخبرني أن أباه مؤذن في أحد المساجد منذ سنين.  أخذت أنظرإليه،  حرَّكت يده ، حركت عينيه ،  كلمته ، لا يدري عن شيء أبدا، ولا يستجيب لأي فعل .
كانت حالته خطيرة،  اقترب ولده من أذنه وصار يكلمه ،  وهو لا يعقل شيئا ، فبدأ الولد يقول :  يا أبي... أمي بخير .. وأخواني بخير .... وخالي رجع من السفر .. واستمر الولد يتكلم . والأمر على ما هو عليه ، الشيخ لا يتحرك ،  والجهاز يدفع تسعة أنفاس  في الدقيقة !!
 وفجأة قال الولد : والمسجد مشتاق إليك،  ولا أحد يؤذن فيه  إلا فلان ، ويخطئ في الأذان،  ومكانك في المسجد فارغ . فلما ذكر المسجد والأذان ، اضطرب صدر الشيخ ،  وبدأ يتنفس فنظرت إلى  الجهاز فإذا هو يشير إلى ثمانية عشر نفسا في الدقيقة ،  والولد لا يدري ،  ثم قال الولد : وابن عمي تزوج .. وأخي تخرج .... فهدأ الشيخ مرة أخرى ، وعادت الأنفاس تسعة يدفعها الجهاز الآلي ، فلما رأيت ذلك أقبلت إليه حتى وقفت عند رأسه ، حركت يده ، عينيه ، هززته ، لاشيء كل شيء ساكن ،  لا يتجاوب معي أبدا .  قربت فمي من أذنه ثم قلت : الله أكبر.... حي على الصلاة ... حي على الفلاح ،  وأنا أسترق النظر إلى جهاز التنفس ،  فإذا به يشير إلى ثمانية عشر نفس في الدقيقة .

ليست هناك تعليقات: