الاثنين، 12 سبتمبر 2011

التعريف النبوي للذكاء

التعريف النبوي للذكاء..!!
يقول الله تعالى في محكم التنزيل :
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ %  وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ] { الحشر  : 19 }
وضع العلماء في بداية القرن العشـرين مقياسا عاما للذكاء ، وصمموا  اختبارات لقياسه ،  وقدروا له درجة مئة للناس العاديين من تجاوزها فهو أكثر ذكاء ومن قلّ عنها فهو أكثر غباء .  اليوم صار هذا المقياس من الأساليب القديمة ، وقالوا بأن هناك أنواع متعددة من الذكاء ، ذكروا منها الذكاء اللغوي والذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي  ، وميز علماء التنمية البشـرية  بين الأذكياء والأغبياء من حيث نوع الاهتمام وقالوا :
الأغبياء يفكرون في الأشياء ، فكل همهم في الشكل واللون ، في الطعم والمحسوس ، حديثهم دائما عن الأشياء من سيارات وبلفونات وصور وأغاني .
المتوسطون يفكرون في الأحداث ،  تشغل أقلهم ذكاء أخبار الأفراد أين ذهب فلان وماذا اشترت فلانة ،  والأذكى منهم يتابع أخبار السياسة ،  وتتسع الدائرة مع درجة الذكاء .
أما الأذكياء فيهتمون بالأفكار والعقائد والمبادئ ، ويعرفون أن تصـرفات الناس ومواقفهم نابعة عن تصوراتهم وأفكارهم  فيعملون على تغييرها أو تحديد أصوبها ، وأولئك هم العلماء .
وميزوا بين الأذكياء والأغبياء من حيث زمن الاهتمام  :
الأغبياء يعيشون الماضي ، دائما يتحدثون عن بطولاتهم السابقة ، وعن قوتهم السابقة ، وعن بطولة أجدادهم ، يتغنون بالماضي ويقفون عنده .
المتوسطون يعيشون الحاضر يسألون ماذا سنأكل على الغداء ، وما سنلبس اليوم ، يتلذذون بالمسكرات لساعتهم ، يتلذذون بالسيجارة للحظتها ، عندما تحدثهم عن الماضي يقولون دعنا نعش يومنا ، وما فات مات ، وعندما تحدثهم عن المستقبل والأخطار تواكلوا وقالوا " ليوم الله يعين الله " .
الأذكياء هم الذين يعيشون المستقبل ، يرون أثر عملهم على مستقبلهم ، [وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ] لذلك فالدول المتقدمة بالمفهوم الحضاري دائماً تخطط لسنوات مستقبلية ، والدول الأخرى تواجه الأحداث ، والدول النائمة أو النامية تتغنى في الماضي ، فالتغني بالماضي لا يقدم ولا يؤخر ، إما أن تواجه الأحداث أولاً بأول ، أو تترك المبادرة بيد الأعداء يحدثون فعلاً وأنت تردّ على هذا الفعل قد تنجح أو لا تنجح ، الذكاء أن تعيش المستقبل، وعلامة العيش في المستقبل أن تفكر في النهايات .. في الخواتيم والأمور بخواتيمها كما جاء في الحديث الشريف .
الذكاء عند العلماء هو القدرة على مواجهة الصعاب ، وأي شيء أصعب من مواجهة الموت ؟
( قال رجل : يا رسول الله أي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً، قال : يا رسول الله هل لذلك من علامة يعرف بها ؟ قال : نعم، الإنابة إلى دار الخلود،  والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل الموت)  { ابن مردويه عن ابن مسعود}
على مستوى فردي كل واحد له حياة شخصية ، إذا قلنا لأحد الأخوة الكرام يجب أن تعيش المستقبل ، ما هو أخطر حدث في المستقبل ؟ مغادرة الدنيا ، إلى أين ..
وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته       يوماً على آلـة حدباءَ محمولُ
فــإذا حَملتَ إلى القبـور جنــــــازة       فــاعلم أنك بعدهـا محمـولُ

ليست هناك تعليقات: