الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

دعوة الإمام أحمد ..

دعوة الإمام أحمد  ...!!

يقول الحق جل شأنه في كتابه العزيز :
 [فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ]  { آل عمران: 61 }

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ " { أخرجه أبو داود} .
إن المتدبر في مصارع الظالمين والمبتدعين ليعلم علم اليقين أي منقلب ينقلبون ، وفي أي واد يهلكون ، وأي خزي يجللهم في الدنيا قبل الآخرة،  وهذا الرجل الضال المبتدع الذي ظل يفتن الناس سنوات طويلة،  ويستغل منصبه في إضلال الناس ،  وصدهم عن دينهم،  يظل في علوه وتكبره وتجبره حتى عهد الخليفة المتوكل الذي كان يكره البدعة ، ويحب السنة وأهلها ،  فيعزل أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي صاحب بدعة خلق القرآن ،  ويأمر بمصادرة أمواله وأموال ولده محمد ، بعد أن ظهرت خيانة محمد في القضاء ، وسيرته القبيحة مع المسلمين ، ويصاب أحمد بن أبي دؤاد بمرض الفالج 'وهو الشلل' مدة أربع سنين ، وبقي طريحاً في فراشه لا يستطيع أن يحرك شيئاً من جسده ،  وحُرم كلّ لذات الدنيا ،  وكان يقول عن مرضه :
" إن لي شقاً لو قرض بالمقاريض ما شعرت به،  وآخر لو وقعت عليه ذبابة فكأنه الجحيم" .
وقد دخل عليه بعضهم فقال :
"  والله ما جئتك عائداً وإنما جئتك لأعزيك في نفسك ، وأحمد الله الذي سجنك في جسدك الذي هو أشد عليك عقوبة من كل سجن".
فزاده ذلك الكلام حزناً وغمّاً ، والجدير بالذكر أن مرضه جاء استفتاحًا من نفسه عليها ، عندما دعا على نفسه يوم أن قتل إمام السنة أحمد بن نصر فقال للخليفة الواثق : " حبسني الله في جلدي إن كان قتله خطأ" ، فجاءت الإجابة الربانية والكرامة السماوية على صدق السنة وضلال البدعة،  وهلك الضال المبتدع في 23محرم سنة 240هـ بعد أن عاني الأمرين المرض والطرد من المنصب ولقد رُئيت له الكثير من المنامات السيئة التي تدل على سوء خاتمته ولقد أحل الإمام أحمد بن حنبل كل من أذاه في المحنة إلا ابن أبي داؤد فلا جزاه الله خيراً.
وقد ثبت في الراويات أنه عندما حكم أبن أبي داؤد على الإمام أحمد ، ومثلا أمام الخليفة دعا عليه الإمام أحمد فرفع يديه وقال:
"  اللهم إنه ظلمني ومالي من ناصرٍ إلا أنت، اللهم أحبسهُ في جلده وعذِبه" .
فما ماتَ هذا حتى أصابه الفالج فيبس نصف جسمه وبقي نصف جسمه حي، و دخلوا عليه وهو يخورُ كما يخور الثور ويقول:
أصابتني دعوةُ الإمامِ أحمد، مالي وللإمامِ أحمد، مالي وللإمامِ أحمد..

ليست هناك تعليقات: