الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

شهادة الأطفال

شهادة الأطفال الرضّع  .....!!

 أشهر المتكلمين في المهد هو عيسى عليه السلام ، وثبت ذلك في القرآن الكريم :
[ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشّـِرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ  % وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ]   { آل عمران:46} .
ومن الأطفال الذين تكلموا في المهد صاحب جريج العابد ، الذي كادت له بغي من بني إسرائيل ، حاولت إغراءه فاستعصم وأبى ، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت. فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضـربونه ،  فنطق الصبي وأقر بأبيه الحقيقي وبرأ جريج  .
وأيضا من الأطفال الذين تكلموا في المهد طفل كان يرضع من أمه ،  فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا! فترك الثدي، وأقبل إليه، فنظر إليه ، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع.  ومرُّوا بجارية وهم يضـربونها ويقولون: زنيتِ، سرقتِ! وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها وقال: اللهم اجعلني مثلها، قال: إن ذلك الرجل كان جبارا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها: زنيتِ، ولم تزنِ، وسرقتِ ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها  ..
على أنه اختلف في شاهد يوسف. فقيل: كان صغيراً. أخرجه ابن أبي حاتم .
وكانت النتيجة أن اعترفت امرأة العزيز : [ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ] { يوسف : 52 }  
أي  أنها أقرت بأنه سبحانه وتعالى لا ينفذ كيد الخائنين، ولا يوصله إلى غايته.
الناظر في قصص الذين تكلموا في المهد يستطيع أن يسجل عدة ملاحظات :
أولا ـ  كلام الرضيع في المهد معجزة ، فالطفل حتى الشهر الثالث لا يعرف غير البكاء والصـراخ ،  وبعد الشهر الخامس ينطق بمقطع مكون من صوتين أو حرفين ، وتنهي السنة الأولى من عمره  وهو يتعلم أصوات المناغاة .
ثانيا  ـ أن الأطفال تكلموا ليشهدوا على براءة من الزنا ، ومن المعروف أن شهود الزنا لهم شروط مشددة في الفقه الإسلامي لدرجة أننا لم نسمع عن مجلس قضاء في التاريخ أوقع حد الزنا بشهادة الشهود .
ثالثا ـ أن شهادة الأطفال في المهد جاءت لتبطل خيانة الخائنين ، وتكشف خيانتهم قبل أن تبلغ غايتها ، وفي العادة الخائن يكيد ويخطط ويمكر لكي يخفي خيانته ، ولكن الله تعالى تعهد أن يكشف خيانته وأن يبطل مسعاه ، حتى لو تتطلب الأمر أن يشهد شاهد لا تتوفر فيه صفات الشهود من الإسلام والبلوغ والتمييز ،  ونرى ونسمع في كل حين عن كشف خيانة في المال  أو العرض أو الدين أو الوطن ، لأن الأمانة أثقل من السموات والأرض ، فلا مهرب لمن يخونها من عين الله الساهرة ووعد الله الثابت بأن لا يهدي كيد الخائنين .

ليست هناك تعليقات: