شهادة الأطفال الرضّع .....!!
أشهر المتكلمين في المهد هو عيسى عليه السلام ، وثبت ذلك في القرآن الكريم :
[ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشّـِرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ % وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ] { آل عمران:46} .
ومن الأطفال الذين تكلموا في المهد صاحب جريج العابد ، الذي كادت له بغي من بني إسرائيل ، حاولت إغراءه فاستعصم وأبى ، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت. فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضـربونه ، فنطق الصبي وأقر بأبيه الحقيقي وبرأ جريج .
وأيضا من الأطفال الذين تكلموا في المهد طفل كان يرضع من أمه ، فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا! فترك الثدي، وأقبل إليه، فنظر إليه ، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع. ومرُّوا بجارية وهم يضـربونها ويقولون: زنيتِ، سرقتِ! وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها وقال: اللهم اجعلني مثلها، قال: إن ذلك الرجل كان جبارا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها: زنيتِ، ولم تزنِ، وسرقتِ ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها ..
على أنه اختلف في شاهد يوسف. فقيل: كان صغيراً. أخرجه ابن أبي حاتم .
وكانت النتيجة أن اعترفت امرأة العزيز : [ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ] { يوسف : 52 }
أي أنها أقرت بأنه سبحانه وتعالى لا ينفذ كيد الخائنين، ولا يوصله إلى غايته.
الناظر في قصص الذين تكلموا في المهد يستطيع أن يسجل عدة ملاحظات :
أولا ـ كلام الرضيع في المهد معجزة ، فالطفل حتى الشهر الثالث لا يعرف غير البكاء والصـراخ ، وبعد الشهر الخامس ينطق بمقطع مكون من صوتين أو حرفين ، وتنهي السنة الأولى من عمره وهو يتعلم أصوات المناغاة .
ثانيا ـ أن الأطفال تكلموا ليشهدوا على براءة من الزنا ، ومن المعروف أن شهود الزنا لهم شروط مشددة في الفقه الإسلامي لدرجة أننا لم نسمع عن مجلس قضاء في التاريخ أوقع حد الزنا بشهادة الشهود .
ثالثا ـ أن شهادة الأطفال في المهد جاءت لتبطل خيانة الخائنين ، وتكشف خيانتهم قبل أن تبلغ غايتها ، وفي العادة الخائن يكيد ويخطط ويمكر لكي يخفي خيانته ، ولكن الله تعالى تعهد أن يكشف خيانته وأن يبطل مسعاه ، حتى لو تتطلب الأمر أن يشهد شاهد لا تتوفر فيه صفات الشهود من الإسلام والبلوغ والتمييز ، ونرى ونسمع في كل حين عن كشف خيانة في المال أو العرض أو الدين أو الوطن ، لأن الأمانة أثقل من السموات والأرض ، فلا مهرب لمن يخونها من عين الله الساهرة ووعد الله الثابت بأن لا يهدي كيد الخائنين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق