الاثنين، 12 سبتمبر 2011

حسرة الرئيس المخلوع ..

حسرة الرئيس مبارك  ..!!
يقول الحق جلّ وعلا :
[ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ %  أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ %  أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ  ]  {الروم: 9}  
وقال ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  : " ليس تحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها "
وقال عبد الله بن عمر  بن الخطاب : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .  فقال : ضع رأسي على الأرض . فوضعته فقال: و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس و غربت لافتديت به من هول المطلع.
وقال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني . فأجلسوه ، فجلس يذكر الله  ، ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية ، جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام ، أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!  ثم بكى وقال : يا رب ، يا رب ، ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي ، اللهم أقل العثرة و اغفر الزلَّة ، و جُدْ بحلمك على من لم يرج غيرك ولا وثق بأحد سواك ،  ثم فاضت روحه .
أما عبد الملك بن مروان فإنه لما نزل به الموت ، جعل يتغشاه الكرب ، ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته ففتحت،  فالتفت فرأى غسالاً فقيراً في دكانه، فبكى عبد الملك ثم قال : يا ليتني كنت غسالاً، يا ليتني كنت نجاراً ،   يا ليتني كنت حمالاً،  يا ليتني لم ألِ من أمر المؤمنين شيئاً .  ثم مات ...
وها هو هارون الرشيد لما حضـرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه :اجمعوا جيوشي. فجاءوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم ، كلهم تحت قيادته وأمره فلما رآهم ،  بكى ثم قال :  يا من لا يزول ملكه ، ارحم من قد زال ملكه . ثم لم يزل يبكي حتى مات .
وهذا الرئيس حسني مبارك يتحسـر وهو على فراش الموت في المستشفى ، ولكن علام يتحسر؟
يتحسر أنه أخطأ في حياته مرتين:
الأولى عندما قرر التنحي عن الرئاسة وتسليمها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة .
والثانية عندما لم يسمع كلام زوجته سوزان بالهروب إلى السعودية أو الإمارات وقرر البقاء في مصر.     
لم  يعترف حسنى مبارك بأنه أخطأ في حياته إلا مرتين؛ الأولى عندما قرر التنحي عن الرئاسة والثانية عندما لم يسمع كلام زوجته سوزان بالهروب خارج البلاد!
أما ما فعله في البلاد والعباد من أهوال ومصائب طوال سنوات حكمه السوداء التي استمرت ثلاثين عاما فلم   يعترف أنه ارتكب خلالها أي خطأ .
أنه مقبل على يوم سيحاسب فيه على مثاقيل الذر ، أما م رب خبير عليم ، وأن الأمارة أمانة ، وأنها خزي وندامة يوم القيامة ، ولا يصل تفكيره هناك رغم أن خطوات معدودة بينه وبين لقاء الله :
ربنا ظلمنا أنفسنا ، فاغفر لنا وارحمنا ، وأنت خير الراحمين ...

ليست هناك تعليقات: