الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

متى يتعفن الطالم حيّا ... !!

يتـعـفَّـن حيَّـا  

نستمع بخشوع القانتين، وننصت إنصات المتقين، ونتدبر في قول الله تعالى لعلنا نكون من المفلحين :
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة:114]
في  موسم الحج لسنة 317 هـ حدثت طامة كبرى، إذ هاجم القرمطي أبو طاهر الجنابي وجنوده جموعَ الحجاج يوم التروية، والحجيج  يهللون ويلبُّون، فقتلوا الحجاج قتلا ذريعا في فجاج مكة، وداخل البيت الحرام ،ولم يسلم منهم حتى الذين تعلقوا بأستار الكعبة، ويقال أنه قتل منهم نحو عشرة آلاف، وطرح كثيرا من جثثهم في بئر  زمزم !!  وأنه كان يجلس علي باب الكعبة والحجيج يصرعون حوله في المسجد الحرام وهو ينشد ـ والعياذ بالله ـ:
أنا لله وبالله أنا
يخلق الخلق وأفنيهم أنا ...!!
 وعرَّى البيت الحرام من كسوته، وقلع بابه، واقتلع الحجر الأسود، وأخذه معه إلى مدينة هجر، ونهب جميع التحف التي زين بها الخلفاء الكعبة علي مز الأزمنة.. وما  كانوا وضعوها من الجواهر النفسية،ولم يحج الناس حتى سنة 326 هـ  خوفا من شره وشر أتباعه من القرامطة .
وظل الحجر الأسود مخطوفا هناك حتى ردّ إلى مكانه في عهد الخليفة المطيع سنة 339هـ.
العبرة  في الموضوع أن الجنابي مرض بنوع غريب من الجدري، فكانت أطرافه تتعفن وتموت وتسقط ، ومات في شهر رمضان لسنة 332 هـ ، بعد أن تقطعت بسببه أوصاله وأطرافه وهو ينظر إليها..
و كان زنديقا لا يصلي ولا يصوم ولا يؤدي فرائض الإسلام، مع تظاهره  بأنه مسلم وزعمه أنه داعية عبيد الله بن المهدي بأفريقيا.
وما أشبه اليوم بالبارحة !!
في 28 / 9 / 2000م اقتحم السفاح (أريئيل شارون) ساحات المسجد الأقصى ، في عملية رافقه فيها ثلاثة آلاف جندي ، دخل خائفا رغم أن القدس تخضع لسيطرة أمنية دقيقة ، ووقف شارون يتبجح وقفة ذكرت الناس بتلك الوقفة المتكبرة على جثث الجنود الأسرى من الجيش المصري الذين سحقوا تحت جنازير الدبابات أحياء في حربه مع مصر ، وقفة تذكر الناس بتلك الوقفة على مشارف مخيمي صبرا وشاتلا، حيث أشرف السفاح على ذبح ثلاثة آلاف فلسطيني من سكان المخيم العزّل بعد رحيل المقاتلين، واندلعت بسبب زيارته  انتفاضة الأقصى و قتل جنود السفاح خلالها آلاف الأبرياء واغتالوا رموز وقادة الشعب الفلسطيني .  
ولم يطل حلم الحليم ، ففي 10 /2/ 2006أصيب السفاح الساعي لخراب الأقصى  بجلطة ودخل في غيبوبة أبدية ، وقال الطبيب المسئول عن علاجه : إن شارون يعيش في حالة ( الوعي الأدنى) حيث يحس بالألم بشكل ما ، ومع استمرار الغيبوبة يضطر الأطباء بين فترة وأخرى لقص جزء من أمعائه لأنها تتعفن .
 وصدق العلي العظيم : لهم في الدنيا خزي ، ولهم في الآخرة عذاب عظيم ..

ليست هناك تعليقات: