الخميس، 15 سبتمبر 2011

برتوكول السلام على النساء

القانون البريطاني والقانون القرآني
قال الله تعالى:
 [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَـى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً]
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله ^  : ( لأن يُطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له )  أخرجه الطبراني ورجاله ثقات .
 حضـر مسؤول رفيع المستوى حفل تخريج في إحدى الجامعات الفلسطينية العريقة ، ولاحظ أحد الأساتذة  أن قسما من الطالبات تعتذر عن مصافحة ذلك المسؤول صاحب الظل العالي ، فاغتاظ من هذا التصـرف ، وكتب مقالة في جريدة محلية يهاجم بها هذا السلوك ويصفه بالتخلف والخروج عن اللياقة والاحترام ، خاصة وهو خريج جامعة أجنبية فيها اللياقة تقتضـي لا أن يصافح الرجل المرأة فحسب ،  بل أن يقبلها ، فكيف يفهم أن طالبة تعتذر عن مصافحة رجل في عمر جدها ، وصاحب  منصب رفيع !!
عن عائشة ـ  رضي الله عنها ـ قالت : والله ما أخذ رسول الله ^  النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله ^ كف امرأة قط.
وأما عن مذاهب العلماء في حكم المصافحة بين الجنسين، فالعلماء متفقون على حرمتها   وجمهور العلماء ومنهم المذاهب الأربعة ، بل الثمانية على التحريم دون تفرقة بين إحراج أو غيره.  
وقد رأى البعض جواز المصافحة عند الاضطرار وأمن الفتنة، فقط  إذا بدأ الرجل فمد يده، لكن ليس للمرأة أن تبدأ بذلك.
الشيخ تقي الدين الهلالي يقول معلقا على الموضوع :
" .. أجمع المسلمون من السلف والخلف على أن لمس المرأة الأجنبية في أي موضع من جسمها حرام ومعصية لله، وقد وقعت لي في ذلك قصة عجيبة في بلاد الهند، كان لي تلميذ وهو الشيخ عبد الباري الزواوي من أهل مسقط  ، كنت رئيسا لأساتذة الأدب العربي في ندوة العلماء بالهند، فقال لي: إن أخي يسكن مدينة كراتشي وهو من التجار الكبار، فأرجو منك إذا مررت بكراتشـي أن تنزل عنده، ولا تنزل في أحد الفنادق وأعطاني عنوانه، فبحثت عنه فوجدته، ورأيته محافظا على الصلاة في أوقاتها فسـرني ذلك، ثم ركبنا السيارة وسار بنا إلى بيته، وإذا هو قصر عظيم تحيط به حديقة، فجلست في الحديقة على كرسي أقرأ في صحيفة، فشعرت بشـيء وقف أمامي، فرفعت بصـري فإذا الرجل صاحب البيت ، و تقف إلى جنبه امرأة مكشوفة الصدر والعنق والرأس والذراعين والساقين، فمدت إليَّ يدها للمصافحة، فلففت طرف طيلساني ( عباءتي ) على يدي، ومددت يدي إليها، وقبضت يدها فغضبت وانصـرفت، فقال لي بعلها: كيف تهين زوجتي ؟
فقلت: إن كانت هناك إهانة فأنت الذي أهانها. فقال لي: لماذا امتنعت من مصافحتها هل في يدها جرب؟ فقلت له: لا تغالط، إن جسم المرأة كله يحرم لمسه على الأجنبي ، فأخذ يجادلني حتى انقطع .
وللشيخ محمد راتب النابلسي حُسن تخلُّص لطيف في المسألة ، حيث قال :
مرة في أمريكا في أثناء إلقاء درس جاءتني رسالة من أخت، أنها طبيبة في مستشفى، وهي تقع في حرج شديد حينما يمد أحد الأطباء يده ليصافحها فتمتنع بحكم أنها ملتزمة، فتقع في حرج، فسألتني: ما الحل؟  قلت لها وقتها: إن الملِكة إليزابيث لا يصافحها في مجتمعها إلا سبعة رجال، لعلو مقامها في مجتمعها بحسب القانون البريطاني، والمرأة المسلمة ملكة أيضاً لا يصافحها إلا سبعة رجال من محارمها ( أبوها - أخوها - ابنها - ابن أخوها - ابن أختها ـ ابنها بالرضاع - ابن زوجها ) لعلو مقامها في مجتمعها بحكم القانون القرآني.

ليست هناك تعليقات: