الخميس، 22 سبتمبر 2011

درس في تعليم النفاق ..

درس في تعليم النفاق ..!!  

نستمع لهذه الآية بقلوب خاشعة، ونستمع للقصة بعدها بعقول متدبرة لعل الله يفتح علينا بأنوار الحكمة كي نصل إلى لعبرة المستفادة ، يقول الله تعالى:
[ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ۞  وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ]{ مريم:55 }
وانتبه أخي رعاك الله لقوله تعالى: صادق الوعد ، ويأمر أهله بالصلاة ...
والرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يعلمنا: (خَصْلَتَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ الْبُخْلُ وَسُوءُ الْخُلُقِ).
 يروى أن رجلا شحيح النفس بخيل اليد كان يأمر ولده بالصلاة، ولكن الولد لا يسمع موعظة والده ، فبينهما صحراء من المشاعر اليابسة قلعت غراسها سلوكيات البخل عند والده، ذات يوم قال الأب لابنه : اسمع يا ولد ، إذا صليت فسوف أعطيك على كل صلاة جنيه .
ُسرّ الولد بعرض أبيه، فسوف يكون لديه ما يشتري به مثل سائر زملائه في المدرسة ، قام الولد صباحا وقال لأبيه لقد صليت الفجر ، فهات الجنيه الذي وعدتني به  قال الأب مبتسما : حسنا يا ولدي ، ولكن أليس من الأفضل لك ولي ، وأسهل للحساب أن أعطيك المكافأة في كل يوم ، وليس على كل صلاة ! فقال الولد : موافق، بعد صلاة العشاء آتيك ونتحاسب .
وبعد صلاة العشاء جاء الولد وقال لأبيه: لقد صليت اليوم الصلوات الخمس، ولي عندك خمسة جنيهات. فقال الأب: رائع يا بني، ولكنك ولد كبير والجنيهات الخمس لا تكفيك لشراء الحذاء الرياضي الذي تحتاجه، ما رأيك لو جمعتها لك حتى نهاية الأسبوع، ويكون المبلغ كافيا لشراء ما تحتاج .
وفي نهاية الأسبوع طلب الولد من أبيه الخمسة وثلاثين جنيها مكافأة الصلوات طوال الأسبوع، فأجله الأب لنهاية الشهر ، ووعده أن يدفع له مئة وخمسين جنيها، وتكون مبلغا كافيا لتحقيق حاجات الولد ، وعندما حل الأجل المضروب في نهاية الشهر ، أجلّه الأب لنهاية العام وأغراه أن مبلغا يتجاوز الألف وثمانمائة جنيه سيكون كافيا لتحقيق جميع أحلامه ، وتلبية جميع حاجاته دفعة واحدة ، وتكون جائزة كبرى لسنة مباركة .
وجاءت نهاية السنة ، فقصد الولد أباه ليفوز بالمكافأة الكبيرة ، فأجله الوالد يوما بعد يوم ، وثار بينهما خصام، فأعرب الأب عن نيته بعدم الدفع وقال : يا ولد ، لماذا تطلب مالا على صلاتك ، أنت لم تكن تصلي لي ، أنت كنت تصلي لله والله تعالى سيكافئك عليها ويعطيك أجرك ؟!  
فقال الولد: لا يا أبي، أنا متأكد تماما أن الله تعالى لن يعطيني أجري، وأريد أجري منك فورا.
فقال الأب: وكيف عرفت أن الله تعالى لن يعطيك أجرك ؟
فقال الولد: لأني يا أبي، صليت كل الصلوات بعد اليوم الأول بدون وضوء.
وهذا الأب البخيل أراد أن يقرب ابنه من الجنّة، فقربه من النار، لأن البخيل بعيد عن الله بعيد عن الجنة.  
وهذا الأب البخيل أراد أن ينجّي ابنه فأهلكه، لأن البخل من المهلكات.
وهذا الأب لم يستطع تعليم ابنه الإيمان فعلمه سوء الخلق،
وأراد هذا الأب أن يكون ابنه من عمله الذي لا ينقطع، فقطعه البخل، والرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يعلمنا:  ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خِبٌّ وَلَا بَخِيلٌ وَلَا مَنَّانٌ ) .  
والأخطر من كل ذلك أن هذا الأب البخيل وعد ابنه فأخلف، فعلم ابنه النفاق.

ليست هناك تعليقات: