الخميس، 22 سبتمبر 2011

أحبُّ الشَّـياطين لإبليس    

يؤمن المسلم يقينا أن عدوه الأول هو الشيطان ، وأن عدوه الدائم هو الشيطان ، ولغير المسلم أن يرتّب قائمة أعدائه كما يشاء ، وذلك لأن الله العليم الحكيم أخبرنا بذلك في كتابه العزيز :
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ۞ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ]0فـاطر 0
ولكن من هو أخبث الشياطين وأمهرهم في تحقيق أهداف إبليس اللعين؟!
ومن هو أشطر الشياطين وأضرهم للإنسان ؟!
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال:
 قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة )
تنطلق الشياطين من عرش إبليس اللعين، في رحلة يومية ، تجوب الأرض توسوس للناس وتزيِّن لهم أعمالهم السيئة ، وتنشر الرذيلة والفجور في المجتمعات، ثم تعود إلى كبيرها إبليس، وتقدم له تقريرا عن أفعالها، فمن هو الشيطان الأكثر خبثا الذي جاء بأعظم جُرم فيكون الفائز بين الشياطين بالمرتبة الأولى بالشيطنة ، ويكون المحبوب عند أبيه اللعين إبليس ، فيأخذه  بالأحضان سرورا بما عمل ؟!
هل هو ذلك الخناس الذي ألهى المصلِّي عن صلاته،  فلم يعرف كم ركعة صلّى ؟
هل هو ذلك الشيطان الذي أغرى مسلما فشرب الخمر أو وقع في الزنا ؟
هل هو ذلك الخبيث الذي أوقع المسلم في الربا أو أكل مال الناس بالباطل ؟
هل هو ذلك المارد الذي سوّل للأخ قتل أخيه ؟
قد تعجبون إذا علمتم أن أحدا من هؤلاء الشيطان ليس هو الفائز بالجائزة الكبرى، والدرجة العليا، والمكانة الفضلى عند كبير الشياطين إبليس اللعين ، فمن هو إذا ؟!  
ذلك ما نعرفه من حديث الصادق الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين .
عن جابر قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
( إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا. قال:  ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقت بينه وبين امرأته.  قال:  فيدنيه منه، ويقول:  نعم أنت.  قال الأعمش أراه قال فيلتزمه ـ أي يعانقه طويلا بحرارة فرحا به ـ )     .
فأخبث الشياطين وأمكرها وأعداها للإنسان هو ذلك الذي يُحدث الشقاق بين المرء وزوجه، هذا الشقاق الذي هو المعول الرئيس في هدم الأسرة وتدميرها، والأسرة الخَرِبة المفكّكة هي الحاضنة الخبيثة لكل أنواع الانحرافات بعد ذلك ، فيخرج منها السارق والعاق والزاني والسارق والمنحرف، لذلك كان الشيطان الناجح في تدمير الأسرة هو الشيطان الأخبث عند إبليس.
ولذلك كان اهتمام المؤسسات الغربية وتركيز هجومها على الأسرة المسلمة تحت شعار حقوق المرأة وحقوق الطفل، لأن الأسرة المسلمة هي الحصن الأخير الباقي في بلاد المسلمين لتربية الأولاد على الدين والأخلاق.
ونستفيد من هذا الحديث في استنباط مقياس لمدى تغلغل الشياطين في المجتمع الإسلامي من خلال معرفة نسبة الطلاق في هذا المجتمع ، وعندما نسمع تلك الأرقام الخيالية عن نسب الطلاق في مجتمعاتنا العربية تنكشف أمامنا درجة عمل الشياطين فيها، ففي دول الخليج تتجاوز نسبة الطلاق الخمسين في المئة ، وتزيد عن ذلك في المغرب العربي، ونجدها في المجتمع الفلسطيني رغم الاحتلال والنكبات  حوالي  11% ، وهي نسبة وإن كانت أقل من غيرها من البلاد العربية إلا أنها مؤشر خطر ، لأن  قليل الشر كثير .

ليست هناك تعليقات: